حظيت المؤسّسة الامنية قبل ايام بإعجاب شعبي غير مسبوق لاسيما بالسلوك الذي اعتمدته المؤسسة الأمنية في التعامل مع المحتجين، حيث التزمت الاخيرة بسياسة ضبط النفس والتعامل اللائق مع المتظاهرين رغم المحاولات الاستفزازية من البعض. وامام الحصاد الكبير من الإعجاب، تسود مخاوف من ان تذهب جهود الامنيين سدًى بسبب التحركات الاحتجاجية التي تقودها النقابات الامنية والتي وصفها البعض باللاّمسؤولة،حيث يشدد مراقبون أن النقابات الأمنية وبطابع منخرطيها الحاملين للسلاح والمكلفين بضبط الأمن، يجعلها أكثر التزاما، من المفترض، بقواعد العمل النقابي بعيدا عن لغة التهديدات. وأعلن الاتحاد الوطني لنقابات قوات الامن التونسي عن إجراءات تصعيدية، احتجاجا على ما اعتبره "إهانة من قبل المحتجين، لقوات الأمن، خلال المظاهرات التي شهدتها مختلف ولايات البلاد ولا سيما مظاهرة يوم السبت الماضي، "حين قام الشباب المتظاهر، بإلقاء مقذوفات على أمنيين وتفوهوا تجاههم بعبارات بذئية ومشينة وهم يطالبون بإلغاء أحكام سجنية ضد مستهلكي مخدرات وبالإفراج عن موقوفين في أعمال شغب واحتجاجات سابقة". ودعا الاتحاد الوطني لنقابات قوات الامن التونسي جميع الكتاب العامين للنقابات الساسية الراجعين لهم بالنظر الى تعليق الخدمات الادارية لمدة 4 ايام ابتداء من اليوم الثلاثاء 2 فيفري 2021 وتعليق تأمين المقابلات الرياضية والأنشطة الثقافية ونشاط المحاكم ورفع الخطايا للمخالفات وتحرير المحاضر. كما أعلنت نقابات جهوية تابعة للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي، بعدة ولايات بالجنوب التونسي (مدنين وقبلي وقابس) والشمال (بنزرت) والنقابة العامة للحرس الوطني (آريانة ونابل)، قرارات بمقاطعة العمل الاداري والاكتفاء بالعمل الأمني ومقاطعة المشاركة في التعزيزات خارج الولاية وتأخير تأمين جلسات المحاكم وعدم تحرير المحاضر ورفع المخالفات المرورية والجبائية بداية من اليوم الاثنين ومدة ثلاثة أيام. من جهته دعا الهيكل الفرعي للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي بمطار تونسقرطاج، إلى وقفة احتجاجية وإلى يوم غضب وطني و"تحميل المسؤولية إلى القيادات الميدانية لما أظهرته من سلبية في التعامل مع المنحرفين"، حسب ما جاء في البيان. وامام تصاعد الاحتجاجات الامنية، استنكر مراقبون الصبغة التهديد التي طبعت على اغلب بيانات النقابات الأمنية، مشيرين انه بذلك ستخسر المؤسسة الامنية التعاطف الشعبي الذي حظيت به منذ ايام. وفي صفاقس رفع قوات الأمن الداخلي في مسيرة قاموا بها اليوم الإثنين شعارات من قبيل "يا سياسي يا جبان البوليس لا يُهان" وأعلنت النقابة الأساسية للحماية المدنية بصفاقس دخولها في سلسلة من الوقفات الإحتجاجية الاحتجاجية َلمدة 3 ايام بداية من اليوم. وفي هذا السياق، استنكر الإعلامي برهان بسيس الشعارات التي رفعها الأمنيون خلال احتجاجاتهم في صفاقس. وجاء على لسان بسيس: " هذا ما معنى أنك تفسد الكونت متاعك، يبدى معبي بالمليارات تجي في ظرف ثواني أطيحوا في الماء.. المؤسسة الأمنية حجم التعاطف الي كسبتو بعد المظاهرات نهار السبت حجم الإعجاب بمستوى ضبط النفس والرقي في التعامل مع المظاهرات كله فسد بالتحرك النقابي غير المسؤول لا فرق بينها وبين شعارات الشوارع الي انت تلوم عليها". وكان عدد من الشبان تظاهروا عشية السبت الماضي، في ساحة حقوق الإنسان وشارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة، مطالبين بإطلاق سراح محكومين في قضايا مخدرات بمدينة الكاف اعتبرت أحكامهم قاسية وكذلك موقوفين في الاحتجاجات الإجتماعية الأخيرة. واستمرت المظاهرة حوالي ثلاث ساعات ولم تشهد مواجهات مع الأمن، لكنّ المتظاهرين ألقوا قوارير بماء الجير على قوات الأمن في شارع بورقيبة وهتفوا بعبارات "استفزازية" ضدهم، إلى جانب رفع شعارات مطالبة بإطلاق سراح المحكومين والموقوفين.