رفضت عائلة الأمير عبد القادر الجزائري أحد قادة المقاومة، تشييد تمثال له بفرنسا، وفق توصية تقرير صدر في باريس، الشهر الماضي، بشأن حقبة استعمار الجزائر. وقال محمد بو طالب أحد أحفاد الأمير عبد القادر ورئيس مؤسسة تحمل اسمه مقرها الجزائر، في تصريح لوكالة الأناضول: "نرفض تشييد تمثال للأمير بفرنسا التي سجن فيها واحتجز بها رهينة". وفي 20 جانفي الماضي، سلّم المؤرخ الفرنسي بنغامان ستوار تقريرا لرئيس بلاده إيمانويل ماكرون بشأن حقبة استعمار الجزائر، وأوصى فيه بتشييد تمثال للأمير عبدالقادر في فرنسا. والأمير عبدالقادر (1808-1883) سياسي وعسكري وأحد قادة المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي في القرن 19 المعروف ب"عبد القادر الجزائري"، يوصف بمؤسس الدولة الجزائرية، وهو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي. وفي عام 1847 تعرض للسجن في فرنسا، وظل أسيرا حتى عام 1852، ثم استقر في اسطنبول، ومن بعدها في دمشق حتى وفاته عام 1883 عن عمر ناهز 76 عاماً، وفي عام 1965 نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في مقبرة بالعاصمة. وأضاف بوطالب: "أعددنا عريضة إلكترونية لجمع توقيعات لرفض المقترح الوارد في التقرير الفرنسي لأنه يصب في صالح فرنسا وليس الجزائر". وتابع: "اسم الأمير الجزائري معروف عالميا ومكانته السياسية والنضالية لا تحتاج إلى تمثال في فرنسا التي احتلت بلاده 132 عاما". وأوضح بو طالب أن "فرنسا تزعم أن الأمير عبدالقادر جاء إليها من أجل السياحة، لكن الحقيقة أنه تعرض في هذا البلد للسجن والاحتجاز رهينة ومحاولات اغتيال مع سجناء آخرين". ودعا حفيد الأمير الجزائري، سلطات بلاده إلى التدخل من أجل وقف ما سماه ب"المناورة الفرنسية" لتزييف تاريخ أحد أبرز رموز المقاومة الجزائرية. وكان الرئيسان الفرنسي ماكرون والجزائري عبد المجيد تبون، اتفقا في جويلية الماضي على تعيين مؤرخين اثنين ممثلين عن كل منهما لبحث ملف الذاكرة، إذ عُين عن الجانب الفرنسي ستورا وعن الجزائري عبد المجيد شيخي. الأناضول