شهدت تونس هذا الاسبوع سلسلة من الحرائق المتتلية والتي توزعت على مناطق مختلفة من ولايات الجمهورية، وقد تتالت حوادث اندلاع الحرائق في مشهد صار متكررا في السنوات الأخيرة و كلما ارتفعت درجات الحرارة. ومع تزايد نسق هذه الحرائق بدأ الحديث عن أسباب تتجاوز العامل المناخي والإهمال لدى بعض الفلاحين إلى الحديث عن مؤامرات ونزعات إجراميّة. والتهمت النيران خلال الأيام القليلة الماضية مئات الهكتارات من الغابات في ولايات القصرين، والقيروان، والكاف، وجندوبة، وباجة، وبنزرت، بالتزامن مع تسجيل البلاد درجات حرارة قياسية تتجاوز 45 درجة في تلك المناطق. وعن اسباب هذه الحرائق، أكّد رئيس مصلحة حماية الغابات وصيانة المعدات والتجهيزات الغابية بالإدارة العامّة للغابات، زهير بن سالم إن "معظمها من أصل بشري". وقال بن سالم في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) امس الاربعاء، إن الحرائق، التّي تندلع تلقائيا، لا تتجاوز نسبتها 4 بالمائة، مبرزا ضرورة تطبيق القانون على الاشخاص، الذّين يقدمون على افتعال الحرائق في المناطق الغابية ومحاسبة الجناة. وذكر بأن الاشخاص المسؤولين عن اندلاع هذه الحرائق يمكن أن يعرضوا أنفسهم لعقوبة سجنية تصل إلى 20 سنة، طبقا لقانون الغابات والقانون الجزائي. كما أشار المسؤول، إلى أن الإدارة العامة للغابات سجلت خلال الفترة من 23 جويلية إلى 9 أوت 2021، نحو 214 حريقا طالت 3146 هكتارا من المساحات الغابية، مقابل 278 حريقا طالت مساحة 1700 هكتار خلال الفترة ذاته من سنة 2020 علما أن المساحة الجملية للغابات التونسية تقدر ب1،250 مليون هكتار. وأضاف، أن معظم هذه الحرائق اندلعت في في ولايات باجة وجندوبة وسليانة والقيروان وبنزرت والكاف ونابل، مبينا أن هذه الحرائق، بصفة عامة، تمت السيطرة عليها. يذكر أن تونس سجّلت خلال هذه الايام، درجة حرارة قياسية وغير مسبوقة وصلت إلى 50 درجة مئوية، ولم تشهدها تونس منذ سنة 1999. ولا تزال التحقيقات جارية من قبل السلطات التونسية للتأكد من مصدر هذه الحرائق ومسببها الرئيسي، لا سيما مع تزامن حرائق بنزرت مع أخرى في ولايات ثانية، منها ولايات متاخمة مع الحدود الجزائرية، مثل منطقة فرنانة وجندوبة وغيرها من المناطق غربي البلاد.