- نبّه مكتب مفوضية الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان بتونس الخميس، الى ان "الاكتظاظ" وتقادم البنى التحتية للسجون التونسية يضرّ بصحة المساجين ويتسبب في "تفريخ المجرمين". ونشر المكتب تقريرا بعنوان "السجون التونسية بين المعايير الدولية والواقع" تمّ عرضه خلال "يوم دراسي" انتظم بمقر وزارة العدل وحقوق الانسان والعدالة الانتقالية. وخلال عرض التقرير، أفاد مازن شقورة نائب ممثل المفوضية السامية لحقوق الانسان بتونس ان عدد النزلاء في "بعض" السجون التونسية يتجاوز طاقة استيعابها الحقيقية ب"16 ضِعفا". وقال ان عدد نزلاء السجون التونسية مجتمعة يتجاوز طاقة استيعابها الحقيقية مرة ونصف. وتعد تونس اليوم 27 سجنا تضم نحو 24 ألف سجين بينهم نحو 13 ألفا موقوفا على ذمة القضاء الذي لم يصدر بعد أحكاما في شأنهم، بحسب ما افاد فرانس برس هشام الرحيمي المسؤول بالادارة العامة للسجون والاصلاح التابعة لوزارة العدل. وأضاف مازن شقورة ان 66 بالمائة من نزلاء السجون التونسية هم في "سنّ العمل" إذ تتراوح اعمارهم بين 18 و49 عاما. وقال "بسبب الاكتظاظ (في السجون التونسية) اصبح الفصل بين السجناء (حسب نوعية الجرائم ودرجة خطورتها) صعبا جدا". وتابع "طالب جامعة يوقف نهاية الاسبوع بسبب تدخين سيجارة قنب هندي، فيجد نفسه موقوفا مع قتلة وعتاة مجرمين، وهذا ما جعل السجون التونسية مكانا لتفريخ المجرمين". وقال هشام الرحيمي لفرانس ان اغلب نزلاء السجون التونسية أدينوا في جرائم تتعلق بالسرقة أو استهلاك القنب الهندي. وأضاف مازن شقورة ان "أكثر من 53 بالمئة" من نزلاء سجون تونس حوكموا في قضايا تتعلق باستهلاك "مواد مخدرة". وقال كمال الدين بن حسن المسؤول بديوان وزير العدل التونسي لفرانس برس إن "الزطلة (الحشيش) هي أهم مادة مخدرة يتم استهلاكها في تونس" لافتا إلى أن استهلاك المخدرات "الثقيلة" مثل الكوكايين والهروين "أمر نادر" في البلاد. وأورد مازن شقورة ان "60 بالمائة من نزلاء السجون في تونس هم من العائدين". وردا عن سؤال لوكالة فرانس برس، قال المتحدت إن "نسبة العوْد (الى السجون) في تونس هي من بين الاعلى في العالم العربي". واشار المسؤول الاممي الى طول فترة الاحتفاظ في سجون تونس بالموقوفين على ذمة القضاء. واوضح ان فترة الاحتفاظ تتجاوز في كثير من الأحيان الآجال القانونية المحددة ب 14 شهرا على أقصى تقدير، وذلك بسبب بطء الإجراءات القضائية. وأضاف ان الاكتظاظ والبنى التحتية "المتهالكة" للسجون التونسية تتسبب في "تردي الحالة الصحية للسجناء". وأوضح "الاكتظاظ يؤثر على النظافة الشخصية للمساجين، إذ يكون الوقت المخصص للاستحمام أقلّ (من اللازم)…ولذلك تنتشر بين السجناء الامراض الجلدية مثل الجرب خصوصا في الصيف". وأضاف ان "عضلات المساجين تصاب بالهزال لانهم لا يتحركون ويقضون 23 ساعة في اليوم داخل الزنزانات". ومضى يقول "بسبب الاكتظاظ ينام، في كثير من الاحيان، كل سجينين اثنين في سرير واحد، هو في الاصل سرير مخصص لشخص واحد". ورأى المسؤول الاممي ان الحد من الاكتظاظ في السجون التونسية يستوجب "الاعمال الفوري للعقوبات البديلة للسجن غير المفعّلة" المنصوص عليها بالقانون التونسي مثل "العمل للمصلحة العامة"، إضافة الى "توسيع الطاقة الاستيعابية للسجون". وأشار الى ان تونس بإمكانها الحصول "في إطار التعاون الدولي" على تمويلات لتوسيع السجون.