قال الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إنّ الجامعة التونسية لكرة القدم قد اتخذت الإجراءات المطلوبة، في الآجال المحددة، طبقا لمنشور الاتحاد الإفريقي المتعلق بحضور الجماهير المباريات زمن انتشار كورونا. وراسلت الجامعة السلطات الصحية طلبا للترخيص المكلوب من الاتحاد الإفريقي، قبل عدة أيام من مباراة تونس وزامبيا، يوم 16 نوفمبر الحالي، بالملعب الأولمبي برادس. وأكّد الاتحاد الإفريقي في توضيح نشره أمس، على خلفية الجدل بين الجامعة التونسية ووزير الشباب والرياضة حول المسؤولية على عدم حضور الجمهور للمباراة المذكورة، أنّ السلطات التونسية لم ترسل الوثائق المطلوبة، إلاّ بعد فوات الآجال المحددة. وأكّد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أنّ عدم احترام السلطات التونسية للآجال المستوجبه، هو السبب الوحيد لقرار عدم حضور الجمهور للمباراة. وقال الاتحاد الإفريقي إنّ محاولة الاستناد إلى هذا الملف للمساس بالجامعة التونسية لكرة القدم أو برئيسها وديع الجريء، يمكن أن تتسبب في عقوبات قانونية لكرة القدم التونسية. وأضاف الاتحاد أنّ تدخل السلطات العمومية في عمل الجامعات الرياضية يعرّض إلى عقوبات منها إيقاف عمل الجامعات ويحرم المنتخبات والأندية التونسية من المشاركات الدولية التي يشرف عليها. وكانت الجامعة التونسية لكرة القدم، أعلنت في بلاغ قبل يوم من المباراة المذكورة، أنّها ستدور دون حضور الجمهور، بعد أن اعتذر الاتحاد الإفريقي عن الاستجابة لطلب الجامعة دخول الجماهير لمباراة المنتخب التونسي والمنتخب الزامبي، في إطار تصفيات كأس العالم قطر 2022، نظرا لورود ترخيص وزارة الصحة بعد الآجال . وفي المقابل أعلنت وزارة الشباب والرياضة، في بلاغ متزامن مع صدور بلاغ الجامعة، السماح للجماهير بالدخول بصفة مجانية لمتابعة المباراة. واستندت الوزارة إلى قرارات الجلسات المشتركة بين وزارات الشباب والرياضة والداخلية والصحة بالسماح رسميا بعودة الجماهير للملاعب والقاعات الرياضية ابتداء من تاريخ السبت 06 نوفمبر 2021، وقررت السماح للجماهير بحضور مباراة تونس وزامبيا بصفة مجانية، بطاقة استيعاب 50%. ولم تراع الوزارة أنّ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم هو الجهة المنظمة للتصفيات الإفريقية لنهائيات كأس العالم، وأنّ من صلاحياته إصدار القرارات المتعلقة بإجراء المباراة، وخاصة منها حضور الجمهور، وأنّ من شأن المخالفات المرتكبة من قبل الفريق المضيف أن تكون محل عقوبات، قد تؤثر على اعتماد نتيجة المباراة النهائية. وأذعنت، بعد ذلك، وزارة الشباب والرياضة، لقرار عدم السماح بدخول الجماهير لمتابعة المباراة. وهو ما يعدّ تأكيدا لسلامة التراتيب الإدارية والتنظيمية التي سلكتها الجامعة التونسية لكرة القدم. ويذكر أنّ توتّرا بين الوزير كمال دقيش ورئيس الجامعة نشأ منذ قرار الجامعة التونسية لكرة القدم العام في أكتوبر 2020 معاقبة نادي هلال الشابة بتجميد نشاطه. وتداولت حسابات موقع التواصل الاجتماعي صورة رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء مرفوقا بالمكتب الجامعي يتابعون مباراة تونس وزامبيا يوم 16 نوفمبر، على مدارج الملعب الأولمبي برادس، بعد أن أوصدت دونهم المنصّة الشرفية للملعب ولم يُسمح لهم بالدخول، وشغلها وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية مع مرافقيه. وصرّح دقيش، بعد المباراة، أنّ رئيس الجامعة وديع الجريء "عمل ضد تونس وتعمّد حرمان الجمهور الرياضي من حضور لقاء تونس وزامبيا". وأضاف أنّ "الفسحة انتهت"، متوجها بالقول إلى الجريء الذي اعتبر هذا الخطاب تهديدا له. وتوجّه الجريء ببلاغ إلى السيد قيس سعيد ونجلاء بودن ووزير الداخلية، حمّل فيه الوزير كمال دقيش، "المسؤولية الكاملة، عن أي ضرر بدني أو مادي أو معنوي"، يمسّه أو يلحق بأي فرد من أفراد عائلته، "جراء الادعاءات الخطيرة والباطلة وخطابه التحريضي الصريح". ونبّه الجريء إلى تصريح الوزير بأنّه كلف مختصين ومختصات في القانون على العمل على ملفات تتعلق به، وقال "هل يمكن أن نفهم أن هناك مساع لاختلاق التهم وفبركة وافتعال ملفات ضدي".