أصدر قيس سعيّد أوامر رئاسية تقضي بتعيين سعيد بن زايد واليا على مدنين وعز لدين شلبي واليا على بنعروس وفوزي مراد واليا على صفاقس، ونادر الحمدوني واليا على قفصة. وأثارت هذه التسميات جدلا واسعا، باعتبارها تضم أشخاصا من الحملة التفسيرية لقيس سعيد، حيث اتهم سياسيون ونشطاء قيس سعيد باستغلال الدولة وتوزيع المناصب وفق منطق الولاءات والغنائم بلا حساب أو رقيب، باعتبار أن جميع السلطات باتت بيد رئيس الجمهورية. ودوّن غازي الشواشي، أمين عام التيار الديمقراطي: "أنصار الرئيس أولى بالمناصب.. في انتظار تركيز البناء القاعدي". وقال النائب عن حركة أمل وعمل ياسين العياري، في تعليق على التسميات الجديدة، إنه يجب " وقف استغلال الدولة ومنطق الغنائم والمحاصصة والعركة على المناصب والتغلغل في المفاصل "، وفق تعبيره. واعتبر ياسين العياري في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، "أنه بعد المحاصصة في الوزارات والسلك الديبلوماسي والمديرين والداخلية وصلنا للولاة ". وأضاف العياري" ماو قلنا الانقلاب، هو فقط مواصلة لأسقط السياسات القديمة، مع التسريع بالانهيار، زايد فقط عزلة دولية، شعبوية والكذب بالعربية القحة وصحة الرقعة حين الكذب: إتيان الشيء ونفي فعله وإنت تعمل فيه". وتابع العياري" هات نعطيو الدولة غنيمة ومحاصصة، لتنسيقيات الرئيس، خذوا المناصب والكراسي والوطن وأنثروهم على رؤوس التنسيقيات حتى لا يقال ما عباش عضو حملة تفسيرية بلا مستوى في هذا العهد السعيد ". بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأسبق، رفيق عبد السلام ، أنّ تصريح قيس سعيّد حول الدولة المؤسسات، "دجل في دجل"، قائلا :"ما فما كان قيس سعيد وشلته الخفية يرتعوا في الدولة على مقاسهم ويفصلوا فيها على شهوتهم"، حسب قوله. وأضاف عبد السلام في تدوينة على صفحته الخاصة فيسبوك، "والي قفصة من نشطاء حملته الانتخابية ووالي بنزرت من شلته الحميمة، والوزراء كلهم من الخلان المقربين، ما يوفى العالم حتى ما يبقى في البلاد كان سي قيس سعيد وشلته من جماعة تحت السور ورجالات حملته التفسيرية، لا غير." وتابع: "الخلاصة نحن إزاء مزرعة قيس سعيد وجماعة الحملة التفسيرية يصولوا ويجولوا وحدهم من دون حسيب ولا رقيب، وعندنا أعمى يقود في جوقة من العميان، ولا رصيد له غير الخطب الجوفاء لا غير. ". أما النائب بمجلس نواب الشعب عن ائتلاف الكرامة الحبيب بن سيدهم فقد اعتبر "أننا انتقلنا من حكم العائلات إلى حكم التنسيقيات". وأضاف الحبيب بن سيدهم في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "البيستونات، الولاءات، والعلاقات هي الحاكم الحقيقي لتونس منذ الاستقلال". يذكر أنه مضت خمس أشهر منذ إعلان قيس سعيّد، عن إجراءاته الاستثنائية، في 25 جويلية2021 والتي اتخذها في مواجهة ما اعتبره خطرا داهما. ومنذ ذلك الوقت استولى رئيس الجمهورية الذي علّق العمل بأغلب فصول الدستور وعطّل عمل البرلمان على جميع الصلاحيات مشيرا إلى أنه يمضي في "تصحيح مسار" الثورة التونسية، إلا أنّ معارضيه وصفوا ما فعله "بالانقلاب".