يلاحظ عديد المتابعين للشأن السياسي في تونس ، خاصة أولئك الذين عاصروا الحقبة البورقيبية ، محاولات زعيم حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي "تقمص" شخصية الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ، من خلال تقليد بورقيبة في كل شيء.. طريقة خطاباته و حتى حركاته..بل أن السبسي يحرص على أن تكون نظاراته الشمسية شبيه بتلك التي كان يلبسها بورقيبة..مما يوحي بأن السبسي يصرّ على أن يكون بورقيبة..بعد 14 جانفي طبعا.. و رغم صور بورقيبة التي لا تخلو منها مقرات حزب نداء تونس ، و "صنم" الزعيم الذي تم تركيزه في مكتب السبسي بالمقر المركزي للحزب..فإن عديد المتابعين للشأن العام في تونس لم يفهموا بعد العلاقة "الجديدة" بين بعض زعماء حزب نداء تونس و "البورقيبية".. فحزب نداء تونس هو خليط من "دستوريين" تخلوا سابقا عن بورقيبة لصالح بن علي بعد انقلاب 87 ، إضافة إلى "أبناء بورقيبة" بعد الثورة من "المعارضون" السابقون للرئيس الراحل ، و الذي تحوّلوا منذ 2012 إلى " أشرس" المدافعين عن ما يسمّى "بالمشروع البورقيبي".. لا تكفي هذه الأسطر للدخول في جدل التقييمات المختلفة للحقبة البورقيبة و الحكم على خيارات بورقيبة في مسألة الاستقلال أو إدارة الدولة ما بعد الاستقلال..لكن إصرار قيادات حزب نداء تونس على لبس لبوس "البورقيبية" و تبنيهم لخيار الرجوع بالتونسيين إلى أربعينيات القرن الماضي من خلال إعادة إحياء "نظام بورقيبة".. و تنصيب أنفسهم "الراعي الرسمي" و "الحصري" للبورقيبية..يجعلنا نتساءل : أين كان زعيم نداء تونس الباجي قايد السبسي عندما انقلب بن علي على بورقيبة و فرض عليه الإقامة الجبرية حتى موته في مثل هذا اليوم من سنة 2000 ؟ و كيف تحوّل أمين عام حزب نداء تونس الطيب البكوش من "معارض" لبورقيبة لمتبني "للبورقيبية" ؟ و أين كان قيادات حزب نداء تونس أيام "عذاب" بورقيبة في "سجنه" بالمنستير.. و أين كان هؤلاء سنة 2000 عندما توفي و دفن الرجل ؟ أبو آدم