عانت الكثير النساء وفي العديد من البلدان من ظاهرة التحرش الجنسي ، وقد سُلطت الأضواء على مصر التي تتعرض فيها النساء باستمرار الى حالات تحرش يمكن ان تكون تحت السيطرة اذا كانت معزولة في الشوارع وفي الحالات العادية ، لكن كثيرا ما تأخذ ذلك المنحى الخطير عندما يتعلق الأمر بتحرش يستغل أصحابه التجمعات والتجمهر ، وقد سجلت العديد من هذه الحالات قبل الثورة في المسارح وأمام قاعات السينما وخلال الاحتفال بالأعياد على غرار شم النسيم وأمام المخابز وحتى خلال المناسبات الدينية مثل المولد والسيدة زينب والحسين والبدوي.. ويرجع المراقبون تكاثر حالات الاعتداء بعد ثورة 25 يناير الى التجمعات الضخمة والمتتابعة التي تعتبر مرتعا خصبا لأصحاب العقول المريضة كما عزوها للأضواء التي سلطها الإعلام على هذه الظاهرة للإثارة والدعاية او للإشارة الى انتشار الفوضى والطعن في قدرة السلطات على احتواء الأمر . ورغم ان تونس لم تشهد تطور في حالات التحرش بعد ثورة 14 جانفي إلا ان الدكتورة إقبال الغربي كان لها الرأي المغاير وأكدت ان عمليات التحرش مقصودة وممنهجة لإرهاب الناشطات “وعرفت بلدان الربيع العربي عمليات تحرش جنسي ممنهج لإرهاب الناشطات السياسيات و النساء السافرات و ذلك في إطار سياسات الإقصاء و فرض تحجيب النساء و إرجاعهن إلى خدورهن وهي تقنية بشعة لابتزاز المرأة واستغلالها وتعريضها لمزيد من الإيذاء النفسي والجسدي”. وبعد ان ردت تفاقم حالات التحرش الى مؤامرة سياسية تستهدف إقصاء الخصوم السياسيين ، عادت وقدمت تفسيرا مغايرا للظاهرة “فالمتحرش الجنسي يمكن أن يكون إنسانا خجولا و منطويا على نفسه وينتهز الزحام و الذوبان ضمن الحشد لإثبات هيمنته و فحولته على الجنس الأضعف وهو يستمتع بنظرات الاستغراب و القرف من طرف ضحيته”.