دعا الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي اليوم الثلاثاء الفرقاء السياسيين في تونس الى الارتقاء "لتضحيات الجيش" في اعقاب الهجوم الارهابي امس والذي ادى الى مقتل ثمانية جنود في جبل الشعانبي غرب البلاد. ودعا المرزوقي في كلمة تأبينية خلال موكب انتظم اليوم في ثكنة عسكرية في مدينة القصرين غرب تونس الطبقة السياسية الى الكف عن التجاذب والتشاجر والانتباه لطلبات الشعب والقيام بدوره في الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم بث الفرقة. وقتل ثمانية جنود في صفوف الجيش التونسي وجرح اربعة اثر هجوم شنه مسلحون في كمين بجبل الشعانبي غرب البلاد على الحدود الجزائرية في أحدث موجة ارهاب تهز تونس بينما تواجه أزمة سياسية خانقة. وهذه أثقل حصيلة في صفوف الجيش في مواجهته الارهاب الذي بات يهدد تونس اكثر فأكثر منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. كانت عمليات تمشيط بدأها الجيش التونسي منذ 29 أبريل/نيسان في الشعانبي اثر انفجار عدد من الألغام أدت الى اصابة نحو عشرين من أفرد الجيش والامن ووفاة ثلاثة جنود. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن المرزوقي اليوم "على الطبقة السياسية ان ترتقي لحجم تضحيات الجيش وانه على التونسيين ان يترجموا العرفان الذي يقدمه الجيش من خلال اعطائه الدعم المادي والمعنوي حتى يقوم بالمهمة التاريخية التي يضطلع بها وهي الحفاظ على هيكل ونمط عيش التونسيين". ونقل جثامين 8 جنود صباح اليوم من المستشفى الجهوي بالقصرين الى الثكنة العسكرية بالجهة وسط حالة احتقان وحزن بين الاهالي. وتولى المرزوقي خلال موكب تأبيني وضع أوسمة من الصنف الرابع من وسام الجمهورية على جثامين الشهداء التي كانت ملفوفة بالعلم الوطني. وقال الرئيس المؤقت "سنواصل العمل من اجل هزم العصابات الارهابية التي انخرطت في الحال الخاطئ ونحن على ثقة من الانتصار عليها". وتعد عملية الشعانبي صدمة جديدة في تونس في اقل من اسبوع بعد اغتيال السياسي المعارض محمد البراهمي الخميس الماضي والذي فجر احتجاجات شعبية مطالبة باسقاط الحكومة الاسلامية والمجلس الوطني التأسيسي وكل السلطات المنبثقة عنه.