رغم تطرق وسائل الإعلام السمعية منها والمرئية و حتى المكتوبة لنقائص المستشفيات العمومية خصوصا منها الموجودة في الجهات ، لا يمر أسبوع دون أن تستمع لاخبار كارثية تحصل بين أروقة ما يقارب 166 مستشفى عمومية موزعة على كامل تراب الجمهورية ، ورغم الأصوات المنادية بضرورة وضع حلول جذرية للتقليص من هذه التجاوزات ، اقتصرت الحكومات المتعاقبة في تجاوبها مع هذه الاشكاليات على الخطابات الفضفاضة و الحلول الظرفية . و يرى اغلب التونسيين ان الحق في الصحة بتونس لم يرتق بعد إلى مستوى انتظارات وتطلعات الثورة، وهذا الرأي دعمته الجامعة العامة للصحة والنقابة العامة للاطباء والصيادلة واطباء الأسنان حيث وصفت واقع الصحة العمومية بالكارثي محذرين من تواصل تهميش هذا المرفق العمومي الذي يؤم 70% من المواطنين. هذا و بحسب ما نقلته احد الصحف المحلية ، يواصل منذ يومين مواطن أصيل معتمدية حفوز يبلغ من العمر 47 سنة رحلة بحثه المضنية عن مؤسسة صحية عمومية أو خاصة تقبل بإيوائه للعلاج من فيروس H1N1 الذي أصيب به منذ مدة. المريض أقام بمصحة خاصة لمدة 17 يوما وأجبر على المغادرة وعند إصراره على البقاء لمواصلة العلاج طالبوه بمبلغ 35 ألف دينار ، ليلتجأ فيما بعد الى إحدى المستشفيات العمومية بالقيروان و ليتفاجئ بعدم قبوله بحجة غياب أسرّة شاغرة. وبين القطاع الخاص والعمومي يواصل المريض رحلة مكافحته للمرض خارج الإطار العادي وهو المؤسسات الصحية. أهالي المريض وجهوا نداء إستغاثة لوزير الصحة عبر أونلاين طالبوا من خلاله بالتدخل الفوري لإنقاذ إبنهم الذي تدهورت حالته. هذا و بات الوضع الصحي جد حرج بالبعض من المناطق خاصة منها المتواجدة بالجهات الداخلية والأرياف التي تشهد بين الفينة والأخرى تفشي امراض و أوبئة دون ان تقوم السلط المعنية بأي تدخل يذكر. وأفادت نبيهة البورصالي المديرة العامة للصحة في تونس برصد 12 حالة وفاة لأشخاص حاملين لفيروس "أتش 1 إن 1" والمعروف بأنفلونزا الخنازير. من جانبه، أكد مدير مرصد النزلة الوافدة بوزارة الصحة، أمين سليم، إنه "من المتوقع أن يتحول الفيروس إلى وباء، الأسبوع القادم، إذا ما تواصلت العدوى، ومن المرجح استمراره لفترة تبلغ الأربعة أسابيع، على أن يعقبه انتشار نوعين آخرين من ذات الفيروس". وعلى مستوى الولايات، سجلت العاصمة ومنوبة وبن عروس وأريانة شمالي البلاد، أكبر نصيب من الإصابات والوفيات، فيما ظهرت إصابات قليلة في بنزرت شمال البلاد، وسليانة ، وسجلت أول وفاة في ولاية باجة لرضيع. وذكر سليم، أن آخر المعطيات سجلت 25 ألفاً لديهم أعراض الإصابة بالفيروس، وأجريت 250 تحليلاً أثبتت أن 90 في المائة من أصحابها يحملون الفيروس الذي يتفشى في المناخ البارد والممطر الذي تعيشه تونس حالياً. وأطلقت وزارة الصحة في وقت سابق حملة للتوعية بأساليب الوقاية من الإصابة بالفيروس تضمنت نصائح الوزارة في هذا الشأن ومن بينها التقيد بشروط حفظ الصحة والنظافة. ومن بين نصائح الوزارة الحرص على غسل اليدين باستمرار وتجنب الالتصاق بالمصابين بالفيروس كأبرز أهم طرق الوقاية من نزلة البرد الوافدة.