لم تكن استقالة سليم الرياحي من رئاسة الاتحاد الوطني الحر منتظرة ، لاسيما و انه لم تمض مدة طويلة على إعادة الرياحي حزبه الى دائرة الاحزاب الحاكمة ، خاصة و ان الرياحي عاد هذه المرة عودة التائب بعد ان اكتشف ان انسحابه من وثيقة قرطاج اتى عليه بوابل من المشاكل المتتالية ، من قضايا و اتهامات بالجملة . و يعزو مراقبون سبب استقالة الرئيس السابق للاتحاد الوطني الحر الى ميل هذا الاخير للمناورات السياسية و التكتيك الكيدي ، فسليم رياحي عودنا منذ دخوله الى عالم السياسة ببرامجه الاستباقية و التي يطغو عليها في الغالب "الكيد" و " الحيلة". و يرى خبراء في الشأن العام ان استقالة الرياحي تبدو الى حد الان مجرد مناورة حزبية و سياسية ذات ابعاد مختلفة ، من بينها التحضير المسبق للترشح لرئاسيات 2019 ، اذ ان الاختفاء المفاجئ لسليم الرياحي سيتعبه لاحقا ظهورٌ فجئيّ ، ظهور سيعلن فيه الرياحي ترشحه للانتخابات الرئاسية . وبصرف النظر عن الرئاسيات ، فانه و بحسب ما نقلته مصادر اعلامية من المرجّح أنّ الرياحي يسعى إلى الاستفادة بشكل أكبر من عودته إلى اتفاق قرطاج، ماسكًا بورقة الدعم النيابي الفوري الذي قدّمه للائتلاف الحاكم في مجلس نوّاب الشعب، سواء عند انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أو في المصادقة على قانون المالية لعام 2018. ومن هذه المطالبات سعي الرياحي إلى حيازة مكانة أكبر في الحكومة وعدم رضائه على قرار رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالإبقاء على وزراء حزب آفاق تونس بعد انقلابه على الحكومة وتصويته ضدّ قانون المالية. أمّا على الصعيد الداخلي، فمن نتائج مناورة الاستقالة ضمان اصطفاف هياكل الحزب حوله، والقيام بالفرز لمن لا يُضمر له الولاء المطلق، باعتبار إدراكه أنّ الحزب برمّته قد يندثر في حال رفع عنه دعمه المادي. قرار استقالة الرياحي من رئاسة حزبه ، باغت أيضا قيادات من احزاب الائتلاف الحكومي خاصة بعد أن عاد الحزب مؤخرا الى دائرة الموقعين عن وثيقة قرطاج في اطار التنسيقية الثلاثية أو ما يعبر عنه بالترويكا الجديدة (نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحرّ). و عبر المتحدث باسم حركة النهضة عماد الخميري عن تفاجئ الحركة من إستقالة رئيس الإتحاد الوطني الحر من رئاسة الحزب مشيرا الى أن الوطني الحر لم يقم بتفسير أو تحليل قرار مؤسسه والذي اكتفى بالقول بأن لقراره أسبابا خاصة معتبرا أن مسألة الاستقالة هي شأن داخلي. نفس هذا الموقف عبر عنه الناطق الرسمي لنداء تونس منجي الحرباوي ، الذي أكد أن استقالة الرياحي هي مسألة داخلية تهم الوطني الحر ولا يحق لأي حزب اخر التدخل فيها متمنيا أن يحافظ الحزب على تماسكه . يذكر أن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أعلن في بلاغ صدر يوم الخميس 28 نوفمبر عن تكليف نائبته سميرة الشواشي بمهام رئيس للحزب الى حين عقد المؤتمر الوطني للحزب. وقد أعلن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي عن استقالته من رئاسة الحزب دون أن يكشف عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار.