لا يترك المفسدون في تونس وسيلة إلاّ و استغلوها لخدمة مصالحهم ، فخططهم لنشر الفتن و إثارة الفوضى لم تتوقف في حدود التحريض فحسب، بل تطورت الطرق عبر نشر فيديوهات مفبركة و صور زائفة تعود في اغلبها إلى أحداث وقعت في بلدان أخرى ومن النشطاء من تفطنوا لهذه الممارسات و أكدوا في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ان هذه الصور لا تمت للواقع بصلة و إنما تعود الى احداث مغايرة . وأفادت وزارة الدّاخلية من جانبها، أنّ بعض مواقع التواصل الاجتماعي تتداول مقاطع فيديو قديمة بخصوص تحركات واحتجاجات تعود إلى سنوات مضت، فضلا عن نشرها صور قديمة بعضها مركبة وبعضها يعود إلى أحداث وقعت ببلدان أجنبية بدعوى أنها حديثة ووقعت ببلادنا. كما حذّرت الوزارة، في بلاغ توضيحي نشرته بموقعها الإلكتروني ،يوم 10 جانفي 2018 ، من أنّه يتمّ بثّ أخبار زائفة وإشاعات حول حالات وفاة خلال التحركات الأخيرة، وذلك بهدف تأجيج الأوضاع وشحن الرأي العام بهدف المسّ من الأمن العام، داعية كافة المواطنين إلى التثبت من الأخبار من مصادرها الرسمية وعدم الانجرار وراء ما تنشره تلك المواقع، حسب ما ذهبت إليه. هذا و ندّدت مجموعة الاحزاب السياسية و عدد من الفاعلين في المجال السياسي سلطة و معارضة بأحداث العنف واقتحام عدد من مؤسسات الدولة خلال الاحتجاجات الليلية، إذ وصفها مصطفى بن أحمد عن كتلة الوطنية "بالهجمات الليلية التي تمثل خطرا على الدولة" ، في حين اعتبر النائب الحبيب خذر عن حركة النهضة "أن ما حدث ليلة الاثنين جريمة وأن من خرجوا ليلا ليسوا يطالبون بالتنمية". واقتحم مجهولون بعض المحلات في تونس العاصمة وما جاورها بعد تكسير واجهاتها، وهي الممارسات التي استنكرها تونسيون على الشبكات الاجتماعية. ومن النشطاء من استنكر هذه الممارسات بنشر صور الخراب الذي خلفته موجة المداهمات على المحلات التجارية ومؤسسات الدولة الخدماتية والاقتصادية. وترافقت الاحتجاجات في عدد من المناطق بأعمال شغب ونهب اتسعت لتشمل 11 ولاية جرى على أثرها اعتقال 237 شخصا، وفق ما كشف عنه اليوم الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية العميد خليفة الشيباني و يقول مسؤول أمني إن أعمال الحرق والنهب والشغب التي شهدتها تلك الولايات ارتكبتها "مجموعات لا علاقة لها بالاحتجاجات" الرافضة لغلاء الأسعار ولقانون المالية، مؤكدا أنها "عمدت إلى مهاجمة مراكز أمنية لتشتيت جهود الوحدات المتمركزة بها قبل أن تقتحم مستودعات بلدية ومحلات تجارية وفروع بنكية لنهبها وتعترض سبيل المواطنين ليلا لسلبهم والاستيلاء على سياراتهم".