أخذ الصراع السياسي في تونس مسارات غير اخلاقية وصلت حدود نشر الكذب و المغالطات لتشويه حركة النهضة ومهاجمتها اعلاميا و نسج خيوط مع مصالح اجنبية تسعى إلى ضرب مسار الثورة و الهدف هو ابعاد حركة النهضة عن الحكم. و أصبحت بعض الأحزاب السياسية وخاصة تلك التي وُلدت حديثا لا تُعرف بنفسها من خلال تاريخها النضالي او برنامجها المستقبلي بقدر ما تعرف بنفسها من خلال تموقعها كبديل او حليف او معارض موارية بذلك عجز برنامجها او الفكرة المقدمة ، و لعل اكثر الاحزاب التي تتعرض اكثر من غيرها للهجمات و النقد اللاذع هي حركة النهضة ، التي تواجه معارضة من الجميع لمجرد المعارضة . هذه الرؤية أكد عليها الناشط السياسي عبد العزيز المزوغي ، الذي أكد خلال استضافته في برنامج حواري على قناة التاسعة أن المعارضين لحركة النهضة يعارضون كل شيء ترغب فيه حتى لو كان في صالحهم. وقال عبد العزيز المزوغي أحنا نمرو الحاجات الي ماشية فيهم النهضة ونجيو ضدهم حتى من غير مانفهمو علاش، مضيفا نعارض كل توجهات حركة النهضة.وتابع عبد العزيز المزوغي حتى إلي موش فاهم علاش يجي ضد توجه النهضة. و رغم الخطابات الاستئصالية والهجمات المتكررة من قبل الاحزاب الأخرى تتمسك حركة النهضة بالخطاب العقلاني والسلمي، عبر مشاطرة قيادتها المركزية نفس المواقف المبدئية على عكس ما هو متداول في الاحزاب المنافسة ، التي يطغى على تصريحات قيادتها التضارب و الانفعال و التعصب في احيان كثيرة ، في المقابل تشدد حركة النهضة على تمسكها بمبدأ النقاش و التحاور السلمي ، معتبرة ان الدعوات و الاجندات الاستئصالية ما هي الا تشويش على الثورة . و في سياق متصل اكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني أن النهضة ترحّب بمن ينافسها ببرامج واضحة ، و اعتبر الهاروني خلال ندوة سياسية نظمتها الحركة أمس السبت 13 جانفي 2018 بعنوان "التجربة الديمقراطية التونسية: التحديات والآفاق"، أن الانتخابات البلدية هي "انتخابات برامج لحلّ مشاكل المواطنين وتحسين وضعيّاتهم وليست صراعا إيديولوجيا". و في قراءاته لخلفية توجه الاحزاب لمهاجمة حركة النهضة ، أكد الباحث في علوم الإعلام والإتصال رضا الكزدغلي أنّ الإنتخابات البلدية تستدعي حضورا و قدرة على كسب موقع وهو ما تفتقده أغلب المنظومات الحالية في تونس ، قائلا :" لا توجد أحزاب قادرة على كسب هذه العملية ما عدى حزب النهضة الذي بيّن انه جاهزٌ لجميع الاستحقاقات من الناحية التنظيميّة وهو ما يعكس منافس سياسي لا يستهان به . و أمام هذا التموقع الجيد لحزب النهضة ،بيّن الكزدغلي، أن إستراتيجيات الأحزاب الأخرى اتجهت نحو "القضم" من سمعة حزب النهضة و من شهرته و من مصداقيته ، حتى ان استعمال عنصر الإشاعة لهذا الهدف ، لم يكن إعتباطيا و عشوائيا، بل كان منظما و إستهدف أفرادا معينة و محاور محددة و بالتالي فان الإشاعة تعدّ في هذا السياق أداة من ادوات المواجهة الإنتخابية السابقة لأوانها . و أوضح رضا الكزدغلي ان الإشاعة ستتواصل و ستتطور و ستدخل في سياقات اوسع في إتجاه الهرسلة أي المهاجمة تباعا لوضع الخصم في دور المدافع و بالتالي محاصرته في مربع ضيق، مما يؤثر على مصداقيته و منسورب الثقة .