كعادته، خرج الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي بخطاباته وتصريحاته "الاستعراضية" والتي لا مضمون لها سوى إزكاء نيران الكراهية والتحريض ضدّ حركة النهضة .. خطاب هو ذاته لم يتغيّر طوال السبع سنوات التي تلت الثورة ولم يستخلص الهمامي من هفواته العبرة كونه من الضروري الابتعاد على الخطابات الاقصائية والمبنية على الشعارات "التحريضية" من جهة و"الرنانة" من جهة أخرى والاعتماد على الخطابات البناءة والتي تدعو إلى تحصيل المصلحة الوطنية. ولعلّ اتهاماته الأخيرة التي وجهها إلى حركة النهضة كونها مسؤولة عن الاغتيالات السياسية التي طالت قيادات الجبهة ، خير دليل على حفاظ خطاب الهمامي على الطابع الاقصائي المبني على الاتهامات -جزافا- . وقد وجه الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أصابع الاتهام إلى حركة النهضة وقياداتها ب"مسؤوليتها عن الأجواء التي تسهل محاولات الاغتيال،وفق تعبيره ، مضيفاً أن الحركة "تسعى إلى أخونة المجتمع بأسلوب ناعم". وحمّل الهمامي السلطة "المسؤولية الأخلاقية والتقنية والجزائية عن كل أعمال الاغتيال". وقد جاءت اتهامات الهمامي أياما قليلة بعد توجيه السلطات الأمنية له ولقيادات أخرى في المعارضة دعوات تحثهم فيها لأخذ الحيطة والحذر، بعد تأكيدها وجود تهديدات جدية على سلامتهم الشخصية. ووفق الهمامي، فإن قيادات الجبهة "مستهدفة بالإغتيال من القوى المضادة للثورة، والمستهدف الحقيقي من هذه المخططات هو المشروع الوطني»، منوهاً إلى «رفض الأجهزة الأمنية اتهام الجبهة الشعبية بالأعمال الاجرامية". وإذ قدمت السلطة تنازلات أمام نضالات الشعب التونسي المطلبية، على حد تعبير الهمامي، فإن الائتلاف الحاكم "يتحمل مسؤولية الأزمة الاقتصادية العميقة لافتقاره لأي برنامج سياسي تنموي"، داعياً لرحيل الائتلاف الحاكم عبر الانتخابات. وأضاف "ما يهمنا أن تجري الانتخابات المحلية والعامة على أساس القانون الجديد وبشفافية وبلا فساد". و في ردّه على اتهامات الهمامي، عبر المكتب التنفيذي لحركة النهضة عن إدانته لكل دعوات التخوين أو التكفير أو التحريض التي تنال من الأشخاص أو الهيئات، مطالبا بتتبع كل من يقف وراء ذلك، وتنقية الفضاء العام من كل المنابر والصفحات والمواقع المشبوهة التي تحاول زرع الفتنة بين التونسيين. ودعت النهضة في بيان لها كل النخب التونسية من سياسيين وإعلاميين ومثقفين الى مزيد التعاون من أجل تفويت الفرصة على كل من يريد تهديد الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار، معتبرا العمل على إنجاح الانتخابات المحلية المقبلة والتنافس في تقديم حلول ومعالجات عملية لمشاغل التونسيين، وسيكون أفضل رد على هؤلاء. يذكر أن الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي قال في تصريح يوم 20 جانفي الجاري، بأنّ المدير العام للأمن الوطني أعلمه بوجود تهديدات جديّة باغتياله، مشيرا إلى أن هذه التهديدات جاءت في سياق حملة تشويه وتحريض على الجبهة الشعبيّة ساهمت فيها أطراف من الإئتلاف الحاكم، من مسؤولين حكوميين وحزبيين من بينهم رئيس الحكومة ورئيس حركة النهضة وبعض نواب هذه الحركة.