كثيرة هي الوجوه الّتي أطلت برأسها بعد الثورة و قدّمت نفسها على أنّها أصوات وطنية تحمل المشعل الثوري أو شخصيات خبيرة تحمل بيدها الحلول الفورية للمشاكل الاقتصادية و الاجتماعية ، فذاك خبير ينقد و ذلك مختصّ يحذر و هذا ضليعٌ في الشأن العام يحكم و يُنظّر ، ليتضح بعد كل هذ التهويل و المبالغة و التلفيق أن هذه الشخصيات الّتي خرجت بدون مقدمات بعد الثورة تشتغل لصالح اجندات مشبوهة بل إن بعضها تورّط مع شبكات تجسس تعمل لصالح أطراف أجنبية في تونس. وأقرّ معز الجودي خلال استضافته ببرنامج كلام الناس الذي بثّ مساء الاربعاء 14 فيفري ، بأنه فعلا على علاقة برجل الأعمال الإسرائيلي "جون جاك دمري" المتهم الرئيسي في قضية الجوسسة التي تفجرت خيوطها مؤخرا. و زعم الجودي و الذي قدّم نفسه على مدى سنوات بصفة الخبير الاقتصادي ، بأنه لم يكن على علم بحقيقة الإسرائيلي "دمري" الذي تبين أنه الرأس الأول في شبكة التجسس الخطيرة التي إخترقت جل مؤسسات الدولة و ذلك وفق ما أكده القيادي بنداء تونس برهان بسيس. و أضاف الجودي أنه فعلا محل ملاحقة من قبل القضاء التونسي، مفندا التهم الموجهة إليه و أبرزها الإنتماء لشبكة تجسس خطيرة تحت إشراف الإسرائيلي "دمري" . و انتقد شكيب درويش الكرونيكور في البرنامج معز الجودي ، مطالبا إياه بإلتزام الصمت إلى حين إنتهاء الأبحاث في القضية، حيث شدد درويش على أن تفاصيل هذا الملف صادمة للغاية. و توجه درويش لمعز الجودي بالقول "إن كنت أنت الذي تقدم نفسك على أنك خبير إقتصادي تجهل حقيقة الجاسوس الإسرائيلي فهذا يدينك و لا يبرر ساحتك و قانون الإرهاب صريح و واضح في هذا الشأن، أنت الآن متهم و رأس من رؤوس هذه الشبكة الخطيرة". وقال شكيب درويش ان الجودي تحت التنصت منذ أشهر من قبل السلطات المختصة وهو متورط في تبييض الأموال وعضو في شبكة تجسس يقودها رجل أعمال فرنسي. وعبر شكيب درويش عن استغرابه الشديد من ترؤس الجودي لجمعية تتحدث عن الحوكمة والشفافية وتتهم الأحزاب بالفساد والتمويل الأجنبي لنجده في شبكة تجسس وتبييض أموال… و كانت يومية الشروق كشفت عن «أكبر فضيحة تجسس» في تاريخ البلاد، تعمل لمصلحة أطراف أمريكية وفرنسية، وتضم رؤساء أحزاب ومدراء بنوك ومسؤولين كبارا في الدولة، وقالت إن السلطات التونسية تقوم حاليا بالتحقيق مع بعضهم بتهمة إفشاء أسرار الدولة لجهة خارجية. وكشفت الصحيفة لاحقا معلومات جديدة حول شبكة التجسس المذكورة، تتعلق بشراء رجلي الأعمال اليهودي الفرنسي والأمريكي (اللذين يديران الشبكة) لرئيس حزب أشارت له الصحفية برمز (م. م) وخبير اقتصادي (م.ج) ومستشار سابق لرئيس الجمهورية (ع.ك) ومدير عام سابق للجمارك، مشيرة إلى أن المتورطين تسلموا تطبيق للهاتف المحمول متختص بالتنصت تم إدخالها إلى قصر قرطاج للتنصت على مكالمات واجتماعات رئيس الجمهورية، فضلا عن إرسال تقرير يومي حول نشاط أغلب السياسيين في البلاد. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن وجود شبكات تجسس تعمل لصالح أطراف أجنبية في تونس، حيث كشفت وسائل إعلام مؤخرا عن وجود شبكة تجسس مرتبطة بالإمارات حاولت شراء ذمم نواب وعدد من رؤساء الأحزاب بهدف التأثير على الحياة السياسية في البلاد، ومحاولة عزل حركة النهضة، كما نجحت السلطات في وقت سابق بكشف شبكة تجسّس يقودها دبلوماسي روسي، وتقوم بجمع معلومات حساسة حول التونسيين.