تعدّ الانتخابات البلدية المنتظر إجراؤها في ماي 2018 حسب متابعين للشأن التونسي، امتحانًا حقيقيًا ستخوضه الأحزاب السياسية في البلاد نحو تحقيق الحكم المحلي وتخفيف الضغط عن السلطة المركزية، لما للأمر من تأثير على التجربة الديمقراطية الوليدة في البلاد، كما يراهن أغلبية التونسيين على هذه الانتخابات وما ستفرزه من مجالس بلدية وجهوية لتركيز مؤسسات حكم محلي حقيقية تكون حلقة وصل بين المواطن والسلطة المركزية، وتمكنهم من المشاركة في إدارة شؤونهم بأنفسهم وتخفف من وطأة السلطة المركزية. وانطلقت يوم الخميس 15 فيفري فعاليات اليوم الأول من قبول الترشيحات الخاصة بالانتخابات البلدية، المزمع إجراؤها في السادس من ماي المقبل. و أفاد عضو الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، نبيل بفون، بأنه تم في اليوم الاول من فتح باب الترشحات، تسجيل تقديم 251 قائمة مترشحة، من بينها 163 قائمة حزبية و88 مستقلة، مشيرا إلى أن القائمات الإنتخابية المقدمة تعلّقت ب 169 دائرة انتخابية بلدية من جملة 350 بلدية. وأضاف بفون في تصريح أفاد به يوم الجمعة 16 فيفري 2018، أنّ أعلى نسبة بخصوص تقديم القائمات الإنتخابية كانت في دائرتي المهدية ونابل 1، ب21 قائمة في كل دائرة منهما. ووصف عضو الهيئة مسار تقديم القائمات ب"العادي" وأنه تم في ظروف طيبة، داعيا الأشخاص الذين يعتزمون خوض غمار الإنتخابات، إلى تقديم قائماتهم في الأيام الأولى لتجنب الإكتظاظ والإنتظار في اليوم الأخير من فترة تقديم الترشحات أي يوم 22 فيفري 2018. و تشهد مختلف الولايات في تونس حركة سياسية كبيرة، على ضوء اقتراب موعد الاستحقاق البلدي ، وانتقل عدد من زعماء الأحزاب إلى أكثر من مدينة، لبدء الحشد الشعبي للمعركة الانتخابية، التي يعتبرها الجميع محطة سياسية فارقة في المسار التونسي، لأهميتها كتأسيس لحكم محلي، تريد الأحزاب أن تحتل فيه مكانا من جهة، ولكونها أيضاً معياراً مهماً للاستحقاقين التشريعي والرئاسي العام المقبل. و انطلقت فعاليات الاحتفال بالانتخابات البلدية ،و إحتفل أبناء حركة النهضة بالقيروان أثناء الذهاب لتقديم الترشحات للبلديات يذكر ان القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري أكد في وقت سابق ان الحركة ستدخل الإنتخابات البلدية في جميع الدوائر البلدية ال350، بقائمات تحت رعاية الحركة. لكن باستثناء حزبي "نداء تونس" و"النهضة" اللذين أعلنا عن تقدمهما في كل الدوائر الانتخابية ال350، بقوائم حزبية خاصة بكل منهما، فإن بقية الأحزاب تبذل كل ما بوسعها للحضور في أكثر الدوائر، لكنها لن تكون موجودة في كل الدوائر، رغم محاولات متأخرة جداً للتقارب والائتلاف.