"الكثير من الغوغائية مقابل نتائج محدودة " تلك هي سمات الائتلافات التي شُكلت حديثا، و لعلّ اخرها الائتلاف المدني الذي راهنت قياداته على انه سيكون القوة التي ستحقق التوزان السياسي و البديل القادر على مزاحمة الاحساب الكبرى على غرار حزبي النهضة و النداء ، و لعلنا لا ننسى في هذا تصريح رضا بالحاج الامين العام لحزب تونس اولا و أحد مكونات الائتلاف المدني ، الذي أكّد هذا الإتحاد يهدف إلى إنجاح الإنتقال الديمقراطي، وتعويض الدور الذي قامت به حركة نداء تونس سنة 2014 والذي قال "إنه إنتهى" . وراهن الاتحاد المدني الذي يضمّ 11حزبا على خوض غمار الانتخابات البلدية بنحو 100 قائمة انتخابية بعد أن اعلن الائتلاف الحزبي عن توسيع دائرة مشاركته في انتخابات 2018 ،إلاّ أنّ الآمال المرجوة لا تتساوى دائما مع النتائج المحقّقة خاصّة و أنّ الهيئة الانتخابية أفادت مؤخرا بان الائتلاف المدني لم تتجاوز مشاركته 43 قائمة . ووفق الأرقام المقدمة خلال ندوة صحفية عقدتها الهيئة الانتخابية صباح يوم الجمعة تم الاعلان عن نية الائتلاف المدني تقديم 43 قائمة ائتلافية من جملة 350 دائرة بلدية معنية بالانتخابات القادمة تحمل اسم «الاتحاد المدني» وهي تشمل مدن مراكز الولايات والمعتمديات الثانية في كل ولاية من حيث عدد السكان. و بالرغم من الائتلاف المدني حرص على استهداف مناطق تتميز بالثقل الديمغرافي والانتخابي ، إلاّ أن هذه القائمات لن تمثل سوى 1على 8 من العدد الجملي للدوائر الانتخابية التي ستجري فيها المنافسة للفوز بانتخاب أكبر عدد من المستشارين البلديين ما يعني أنّ أنصار الاتحاد سيكونون خارج اللعبة التنافسية في أكبر عدد ممكن من عدد الدوائر البلدية بالولاية المعنية. و يضم هذا الائتلاف كل من حزب المستقبل وحركة مشروع تونس وحزب البديل التونسي وحزب آفاق تونس وحزب العمل الوطني الد҅قراطي والحزب الجمهوري وحزب المسار الد҅يموقراطي الإجتماعي وحركة تونس أولا والمبادرة الوطنية الدستورية التونسية وحزب اللقاء الد҅يمقراطي والحركة الد҅قراطية و يرى مراقبون أن 48 قائمة تشكّل عددا ضيئلا مقارنة بالعدد الكبير للأحزاب المشكلة للاتحاد نفسه خاصة في ظل وجود احزاب كثيرا سعت إلى إيهام الرأي العام بامتدادها الجماهيري العريض. ويرجح نفس المراقبين أن تكون الانتخابات البلدية فرصة لاكتشاف الوزن الفعلي لبعض الزعماء الذين فشلو في الدخول بأحزابهم لانتخابات تبقى اهم محرار للاطلاع على العدد الحقيقي للأنصار والمنخرطين. و أكد الديبلوماسي السابق و المحلل السياسي عبد الله العبيدي ان الائتلاف المدني يسعى إلى إيجاد موطئ قدم في البلديات ، إذ لم يراهن على عدد القائمات التي لم يتجاوز عددها ال48 قائمة بقدر ما حرص على ان يكون متواجدا في الدوائر المركزية على (مراكز الولايات و محيط العاصمة) . و أضاف العبيدي في حديثه مع "الشاهد"،أنّ المرحلة القادمة تتسم بالخطاب و العربدة لأنّ العنصر المركزي «المال» مفقود ، لذلك فان هذه الائتلافات تراهن على يكون لها صوت و منفذ للوجود حتّى لا تُنسي . و في تعليقه على تمكن حزبي النهضة و النداء من تغطية كامل الدوائر البلديات و التي يبلغ عددها 350 دائرة ، أكد عبد الله العبيدي أنّ هذه الخطوة تُحسب لهما خاصة و انهما أثبتا انهما موجودان فعليّا في الساحة السياسة ، و لفت إلى أنّ النهضة راهنت على الحصان الرابح بانفتاح قوائمها عى مختلف الحساسية مُرجحا أن يكون مستقبلها أفضل . و ستشكل الانتخابات القادمة معيارا جديدا لشعبية الأحزاب السياسية، خاصة و أن حزبي النهضة و النداء استطاعا إقناع الكفاءات المحلية بالانضمام إليهما، على عكس منتقديهما من المعارضة. و أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات يوم الجمعة 23 فيفري عن عدد القائمات المترشحة للانتخابات البلدية المقررة يوم 6 ماي 2018. وافادت الهيئة في ندوة صحفية ان العدد الجملي للقائمات بلغت 2173 قائمة منها 177 قائمة ائتلافية و 1099 قائمة حزبية و 897 قائمة مستقلة. و عن ترتيب القائمات الحزبية افادت الهيئة ان حزب النداء ترشح ب350 قائمة و النهضة ايضا ب 350 و الجبهة الشعبية ب 132 قائمة و مشروع تونس ب 84 قائمة. في حين ترشح التيار الديمقراطي ب72 قائمة و الحراك ب47 قائمة و آفاق ب46 قائمة و الإئتلاف المدني ب43 قائمة و حركة الشعب ب40 و الحزب الدستوري ب32 و البناء ب20 قائمة و بنى وطني ب9 و المبادرة ب 9 و البديل التونسي ب4 قائمات فقط.