" الحوت الأزرق " أو ما يعرف ب"لعبة الموت" ، كابوس رقمي تسلل الى عوالم الاطفال والمراهقين في شتى اقطار العالم ، يدفع اصحاب العقول غير الناضجة بعد الى الانتحار ؛ ولئن سارعت دول الغرب الى حجب هذه اللعب منذ الوهلة الاولى من تفطنهم الى خطرها المحدق بأطفالهم، فإن دول الجزء السفلي من الكرة الارضي تجاهلت ذلك ، على غرار تونس .. ومنذ اقتحام هذه اللعبة الى دنيا اطفال تونس، سقط 10 ضحايا من الاطفال ، في حين تم اسعاف العشرات في الدقيقة التسعين .. وبعد صيحات الفزع المتواصلة التي اطلقها عدد من الاهالي خوفا على اطفالهم مدعومين بمساندة منظمات حقوقية، اتخذت السلطات إجراءات خاصة تمكن من حظر البعض من الألعاب الإلكترونية التي باتت تشكل خطرا على حياة الأطفال ومن بينها لعبتا "الحوت الأزرق" و"مريم". وفي خضم هذا الشأن، كشف رئيس مدير عام الوكالة التونسية للإنترنت جوهر الفرجاوي ، الخميس ، عن خطة جديدة اعتمدتها الوكالة تمكن العائلات من مراقبة تصفح أبنائها للمواقع الإلكترونية. وقال إن الوكالة التونسية للإنترنت أحدثت برنامجا جديدا يسمى "عمار كيدز" يمكن العائلات من مراقبة إبحار أبنائها على شبكة الإنترنت. وأكد الفرجاوي، في تصريح للعرب: "نحن فكرنا من منطلق مسؤوليتنا عن توفير الإمكانيات التقنية التي تمكن المواطنين من حماية أنفسهم ومن التحكم في المنتجات التي تم شراؤها". هذا وشدد المسؤول على أن "عمار كيدز" برنامج موجه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة بهدف حمايتهم من كل المواقع الإلكترونية التي قد تكون لها تأثيرات سلبية عليهم. وأشار الفرجاوي إلى أن إنشاء برنامج عمار كيدز كان قبل ظهور الجدل حول لعبتي الحوت الأزرق ومريم، لافتا إلى أن الوكالة التونسية للإنترنت ستجعل البرنامج في متناول جميع المواطنين إذ ستقيم شراكات مع كل مزودي الإنترنت ومشغلي الاتصالات في تونس. وأفاد بأن برنامج عمار كيدز سيتم طرحه بأسعار تناسب كل فئات المجتمع، إذ سيتم تقدير سعره بما بين دينارين وخمسة دينارات كحد أقصى. وقال الفرجاوي إن لعبة الحوت الأزرق يمكن أن تنتهي لكن ستظهر بعدها ألعاب وبرامج إلكترونية جديدة ربما تكون أكثر خطورة، متابعا "يجب أن نستبق كل المخاطر دون أن يحس المواطن أنه مضطهد إذا ما تم فرض نظام حجب إلكتروني عليه". و عمت موجة استنكار على منصات التواصل الاجتماعي حول ما اعتبروه تجاهل السلطات للخطر الذي يسببه هذا النوع من الالعاب الرقمية، منددين بما اعتبروه "دور المتفرج" من طرفها . و اكدوا سبب تأخر الحكومة عن ارساء اجراءات ناجعة والتوعية بأهميتها ، طالما ان الحلول متوفرة ، وفق تقديرهم . جدير بالاشارة انه قد صدر مؤخرا حكم قضائي عاجل، عن محكمة الاستئناف بسوسة، بحظر لعبتي الحوت الأزرق ومريم من شبكة الإنترنت في البلاد بسبب تزايد حالات انتحار الأطفال والمراهقين والتي تؤكد بعض المصادر أنها بسبب تطبيقات هاتين اللعبتين. وجاء حكم المحكمة، الاثنين، بعد رفع جمعية أولياء تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية في سوسة بالتنسيق مع المندوب المحلي لحماية الطفولة قضية عاجلة لدى المحكمة بسبب توفر معطيات لديهم تفيد بممارسة أبنائهم لهذه الألعاب الإلكترونية، التي باتت تصنف "قاتلة". وقال بسام لموشي، الخبير في أنظمة السلامة الإلكترونية، إن الحكم القضائي يمكن تطبيقه لكنه لن يكون ناجعا بنسبة 100 بالمئة في فرض حظر إلكتروني يمكّن من حجب الألعاب الإلكترونية، موضحا أنه من الممكن استعمال برامج إلكترونية لكسر الحظر والتي تسمى "بروكسي". ويقترح لموشي العمل على توعية الأطفال والمراهقين بالمخاطر والتأثيرات السلبية للألعاب الإلكترونية من قبل أولياء أمورهم، إلى جانب اعتماد برامج الرقابة الأبوية. وتقول إحصائيات غير رسمية إن لعبة الحوت الأزرق تسببت في انتحار 10 أطفال، من بينهم أربع حالات خلال الشهر الماضي فقط. وتشمل لعبة الحوت الأزرق خمسين تحديا تبدأ برسم صورة الحوت في شكل وشم على اليد ليدخل بعدها اللاعب في عملية انصياع لتوجيهات تصدر من اللعبة، مثل القيام فجرا ومشاهدة أفلام الرعب والاستماع لموسيقى حزينة والصعود إلى مناطق عالية مثل الأسطح والجسور. وتسمح أطوار اللعبة للمسؤول بجمع معلومات خاصة عن اللاعب وعائلته وتنتهي اللعبة في اليوم الخمسين بدفع اللاعب إلى الانتحار وفي حال رفض تلك الخطوة يكون عرضة للابتزاز وخطر إيذاء العائلة.