ألقت الاستقالات بظلالها في مجلس النواب واستفحلت في قواعد الكتل البرلمانية و تنامت وتيرة التحركات و الإنتقالات في الوسط الحزبي مخلفة وراءها مشهدا هلامي قابل للتغير و التحول في أي وقت في ظل تأكيد المحللين السياسيين على ضرورة القطع مع الارتباك وتجاوز حالة التشتت التي تشكو منها اغلب مؤسسات الدولة واهم الأحزاب السياسية. وقبل سنتين على موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة 2019 بدأت الحسابات الانتخابية والحملات المبكرة تسير المشهد وفيما تسعى أحزاب غلى تثبيت مواقعها وتوسيع تحالفاتها والاستفادة من الأوراق السياسية الرابحة تواصل بقية الأحزاب التفكك والتشرذم والتشظي . و اودع قبل نحو أسبوع ، 7 نواب مستقلين مطلبا لانشاء كتلة جديدة تحت تسمية كتلة «الولاء للوطن» و يترأس هذه الكتلة رياض جعيدان (مستقيل حديثا من كتلة افاق تونس والتونسيين بالخارج ) ،كما تضمّ كل من نذير بن عمو و أنور العذار، و نور الدين بن عاشور ،و توفيق الجملي . وبيّن النواب المشكلين لكتلة "الولاء للوطن" أنهم يبحثون من خلال هذه الخطوة "عن النجاعة الفنية لعملهم ويسعون الى توجيه رسالة طمئنة الى التونسيين الذين سئموا و ملوا من آداء الاحزاب ومن سياسة التوافق المتبعة من قبل هذه الاحزاب " و قال النائب نذير بن عمو في هذا السياق "لابدّ من وجود صوت آخر ووجه آخر لممارسة السياسة داخل الكتلة البرلمانية ولكن خارج الاحزاب". ولاحظ بن عمو ان هذه الكتلة والتي ستكون الكتلة رقم 9 ،"ستكون كتلة فنية وليست سياسية " بعد ان لاحظ النواب المكونين لها "تهميشا لدور النائب المستقل و عدم تمتيعه بنفس حقوق النائب المنتمي لكتلة برلمانية" مضيفا انهم اختاروا اسم "الولاء للوطن" لكتلتهم ،لانه يمثل "جزءا من القسم الذي يؤديه النائب ومفاده الا يكون ولاؤه الا لتونس " أفرزت الخلافات السياسية والأزمات التي عرفتها الأحزاب والكتلالبرلمانية تحركات شملت 57 نائبا من جملة 217 تنقلوا من كتلة إلى أخرى إلى جانب 10 نواب التحقوا لأول مرة بكتلة من أجل توحيد الصفوف والتموقع. هذا الأمر ساهم في تغير المشهد البرلماني و بروز كتل جديدة ليرتفع عدد الكتل البرلمانية في مجلس نواب الشعب إلى 9 كتل. و في 23 ديسمبر 2015 انبثق عن كتلة نداء تونسكتلة نيابية جديدة تحمل اسم "الحرة" في 22 جانفي 2016 قبل أن تتحول إلى حزب سياسي بقيادة محسن مرزوق. وقد ضمت الكتلة في بدايتها 12 نائبا ثم 17 نائبا، وتطورت لتبلغ 25 نائبا ثم تقلصت إلى 23. و أودع سبعة نواب مشتقلين من نداء تونس في الفترة السابقة مطلبا لتكوين كتلة برلمانية اطلق عليها اسم " الكتلة الوطنية" وشعارها (لا مصلحة تعلو على مصلحة الوطن) وهدفها ان تشكل قوة اقتراح لإسناد عمل الحكومة دون التخلي عن مبدإ النقد لسياستها المتبعة. النواب السبعة : وليد جلاد ، مصطفى بن احمد ، ليلي الحمروني، بشرى بالحاج حميدة ، ناجية عبد الحفيظ ، ليلى اولاد علي، ومنذر بالحاج علي- اعضاء الكتلة الوطنية جلّهم كانوا منتمين الى حركة نداء تونس وكتلتها البرلمانية