استيقظ الشارع الرياضي التونسي مرّة أخرى على صدمة جديدة راح ضحيتها شاب تونسي آخر مازال في ريعان الشبّاب بعد العثور على جثته ميتا في أحد الوديان القريبة من الملعب الأولمبي برادس يوم أمس. وكان عمر العبيدي مشجّع النادي الإفريقي في عداد المفقودين منذ مساء السبت في وادي مليان القريب من الملعب، كما أنه لم يتجاوز من العمر سن التاسعة عشرة، وهو ينتمي إلى إحدى مجموعات أنصار النادي الإفريقي كان في ملعب رادس يشاهد مباراة النادي الإفريقي وأولمبيك مدنين لحساب الجولة 22 من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. وشهدت نهاية المباراة مواجهة بين الأمن من جهة وجماهير النادي الإفريقي في صورة أصبحت ميزة للبطولة التونسية ولنهاية كلّ أسبوع، مواجهات ومشاحنات واعتداءات واستعمال مفرط للقوّة من قبل الأمن يقابله رمي بالمقذوفات والحجارة من الجماهير. وصرح شقيق الفقيد بأن أخيه كان مطارداً برفقة مجموعة من مشجعي النادي الإفريقي الذين حاولوا اجتياز وادي مليان القريب من ملعب رادس سباحة، إلا أن شقيقه الذي لا يجيد السباحة لم ينجح في عبور الوادي فتعرض للغرق. وحمل شقيق الراحل قوات الشرطة مسؤولية وفاة شقيقه، بسبب ما سلطته عليه من عنف ومطاردة خارج الملعب، وجاء في شهادة أخي الفقيد أن شقيقه توصل إلى مطارده قائلا له "إنه لا يجيد السباحة" إلا أن الشرطي لم يعبأ بتوسلاته وأرغم الشاب على السباحة في مياه عميقة وهو لا يجيد السباحة لتكون نهايته غرقا. وخلفت الحادثة غضبا كبيرا بين مختلف مشجعي الفرق الرياضية في تونس دون استثناء، معبرين عن امتعاضهم من تعامل أجهزة الشرطة مع الجماهير الرياضية داخل وخارج المنشآت الرياضية. وكان المشجع محاصرا برفقة أصدقائه الذين يشكلون مجموعة "الفاندلاز" التي وقعت في مشاجرة كبيرة مع مجموعة أخرى، وقاموا بتبادل العنف وتكسير بعض تجهيزات الملعب. وتم إخراج المشجعين من الملعب بعد استخدام القوة المفرطة، وتمت ملاحقتهم خارج الملعب وصولا للوادي القريب من الملعب، فكانت النتيجة سقوط المشجع في الوادي وفقدانه ليلة كاملة، قبل أن تعثر عليه الوحدات المختصة في ساعات الصباح الأولى من ليوم الأحد بينما لم تصدر وزارة الداخلية أي بيان لتوضيح ملابسات ما حصل.