تكثر الروايات حول الاعتداءات البوليسية في تونس و لا يكاد يمر يوم حتى تتداول منصات التواصل الإجتماعي ومواقع الإعلام قصصا أو صورا أو فيديوهات عن تجاوزات يقوم بها أفراد أمنيون تجاه مواطنين ، مستغلين نفوذهم ل"يتغولوا" و"يستعرضوا عضلاتهم" على المواطنين العزّل . وقد أعادت حادثة "شهيد" الجماهير -كما لقّبه رواد الفايسبوك- عمر العبيدي جدل الممارسات القمعية للأمنيين إلى الواجهة ، حيث اتهمت عائلة الضحية عناصر الأمن بالتسبب في موته غرقاً في أحد الأودية، وهو ما أكدته إحدى البرلمانيات، فيما قالت وزارة الداخلية إنها ستحاسب كل من تورط في مقتله. وقال شهود عيان إن الشاب عمر العبيدي مشجع النادي الإفريقي ، توفي بعدما تم دفعه من قبل عناصر الأمن إلى أحد الوديان القريبة من ملعب رادس. واتهم شقيق الضحية علاء الدين العبيدي ، عناصر الأمن بالتسبب في مقتل شقيقه، مشيراً إلى أن أصدقاء الضحية وشهوداً عيان أكّدوا أن عناصر الأمن أجبروا شقيقه على القفز في الوادي المليء بالماء رغم أنه أخبرهم بعدم إتقانة للسباحة، مشيراً إلى أن أحد حرّاس الملعب قام بتصوير ما حدث بواسطة هاتفه الجوّال إلاّ أنّ عناصر الأمن أرغموه على حذف التسجيل. فيما طالب النادي الافريقي وزارة الداخلية بفتح تحقيق حول أسباب وفاة العبيدي، كما كلّف عدداً من المحامين بمتابعة مجريات التحقيق في الحادثة. في المقابل، كان الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية، العميد خليفة الشيباني، قد نفى في تصريح لنسمة،، ما راج من أخبار بخصوص إرغام الوحدات الأمنية لمحب النادي الافريقي عمر العبيدي، على الإلقاء بنفسه في مجرى وادي مليان برادس، على إثر عملية مطاردة، بعد أحداث شغب جدّت خلال لقاء فريقه أمام أولمبيك مدنين التي دارت مساء أمس السبت 31 مارس 2018، بالملعب الأولمبي برادس. وأوضح خليفة الشيباني، أن حاكم التحقيق ببن عروس تعهد بالبحث في حيثيات الحادثة، مؤكّدا أنه "لا أحد فوق القانون وأن وزارة الداخلية لن ترد على هذه الإتهامات". واعتبر الشيباني، أن هذه الإتهامات مبالغ فيها، موضحا أن الحادثة وقعت على بعد 3 كلم من ملعب رادس وأن صديق المعني بالأمر هو من قام بإبلاغ الأمن عن سقوطه في مجرى الوادي في حين قامت الوحدات الأمنية بدورها بإشعار الحماية المدنية التي أرسلت فرقا للغطس للبحث عن الشاب المذكور. وفي خضم هذا الشأن، قالت عضو مجلس نواب الشعب سامية عبّو «الأمن الذي يُفترض أنه أمن جمهوري، بدأ بمطاردة مجموعة من محبي النادي الإفريقي مطاردة متوحشة وليس فيها ضوابط الأمن الجمهوري، وشهود عيان قالوا إنهم أجبروا عمر العبيدي على النزول إلى الوادي المليء بالماء رغم أنه قال لهم: لا أستطيع السباحة، فقالوا له: تعلم السباحة، وقاموا بدفعه للوادي». وتابعت «الشباب التونسي ترك لكم الساحة السياسية والمطالبة واكتفى بالتعبير، نحن ندين العنف في الملاعب، ولكن عندما نقابل العنف بالعنف فليست هناك دولة. هناك محاولة للالتفاف على الشهود (في قضية مقتل العبيدي) ومحاولة تغيير شهادتهم، حيث أخذوا خمسين شخصا لمركز الأمن وعندما لم يستطيعوا أن يأخذوا منهم شهادة تفيد أن الأمن غير متورط، تركوهم ومزّقوا المحضر وهذه فضيحة. حذاري أن تلعبوا بشباب الملاعب الغاضب. نطالب بتدريب الأمن الجمهوري في الملاعب ليقوموا بتطبيق القانون دون أن يتسبب بممقتل الجمهور». وتكثر الانتقادات في الفترة الأخيرة للانتهاكات التي يرتكبها عناصر الأمن في تونس، حيث قام عدد منهم باقتحام إحدى المحاكم القريبة من العاصمة للضغط على القضاة بهدف إطلاق سراح زملائهم المتورطين في تعذيب أحد المتهمين بقضية جنائية، وهو ما أثار جدلا كبيرا في البلاد..