ذهب ليتقصّى عن مرضه النّادر و يعالجهُ ب"المركز الوطني لمقاومة الإشعاع" ، بصفة المركز المذكور مطالب قانونيا بالمعالجة الفورية للأمراض المرتبطة بالاشعاعات الخطيرة، و لكنه تفاجئ بكوكبة من الفضائح و التجاوزات الخطيرة ، انطلاقا بكيفية معاملته و طرده لاسباب شخصية و سياسيّة وُصولا إلى توصله الى جملة من الحقائق الخطيرة ، أولها خلط السياسة بالصحة و ثانيها استغلال مناصب سياسية لتوظيفها في مصالح شخصية خاصّة و ان مديرة المركز لطيفة بن عمران هي زوجة القيادي بنداء تونس و النائب بالبرلمان الفاضل بن عمران . محمد الشريف الجبالي محامي لدى التعقيب ، يعاني من مرض نادر عصف بجسده في أسابيع ، و يقول المحامي أنه تعرض لعملية تسمم ثبت طبيا بأنها من أخطر أنواع السموم ، ذهب "للمركز الوطني لمقاومة الاشعاع"، لكنه تفاجئ بطرد مديرة المركز التي علمت بانه خصم سياسي لزوجها و بالتالي "ليس له الحق في العلاج" وفق منطقها ، بيد أن الامر لم ينته هنا ، حيث كشف الجابلي و في آخر تدويناته عن فضيحة أخرى تتعلق بكيفية تعيين المديرة التي شغرت منصبها بتدخلات من الحزب عبر اضفاء تنقيحات على النظام الداخلي للمركز ، علما و أن المركز المذكور كان يشترط ان يكون المدير طبيبا تقع تسميته بقرار من بين الأساتدة المحاضرين المبرزين في الطب النووي ، بيد أن المديرة المذكورة لا علاقة لها بالطب" لكونها مختصة في الفيزياء . و تحت عنوان" عودة على فضيحة المركز الوطني لمقاومة الإشعاع"، نشر الأستاذ محمد الشريف الجبالي تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، جاء فيها ما يلي : "سبق ان كتبت عن فضيحة رفض السيدة لطيفة بن عمران رئيسة المركزالوطني لمقاومة الإشعاع قبول علاجي بعد ان عرفت من اكون ، علما و أن هذا المركز مطالب قانونا بالتكفل بحالتي لأنه سلطة مستقلة مختصة بالتدخل الفوري في حالات التعرض لأي مادة إشعاعية فما بالنا إذا كانت نووية كالتي تسري في بدني مع واجب الإعلام القانوني للسلطة القضائية و التنفيذية و الوكالة الدولية للطاقة الذرية و هو ما تملصت منه و هو في حد ذاته جريمة ، علما و أنه سبق للمركز ان تعاطى مع حالتي تعرض لإشعاع في السابق و تم التعاطي معهما بجدية و تسفيرهما للعلاج بالخارج .لكن زال العجب حين علمت انها زوجة القيادي و رئيس الكتلة السابق بنداء تونس السيد الفاضل بن عمران . بمزيد التعمق في السيرة المهنية لمديرة المركز إكتشفت فضيحة أكبر . فالمركز الوطني للوقاية من الإشعاع منذ تأسيسه و حسب القانون المنظم له لا يمكن ان يترأسه إلا طبيب مختص و يطلق عليه إسم طبيب مدير المركز . و كان أول من ترأس هذا الصرح الدكتور النابغة حسن الغربي سنة 1981 الذي شرّف تونس بإنجازاته و مؤلفاته و لعل آخر تكريم له و لتونس كان في شهر نوفمبر المنقضي حيث تم اسناده الميدالية العالمية لطب الأشعة من الجامعة الدولية لطب الأشعة في أمريكا بحضور 6 آلاف طبيب من مختلف أنحاء العالم . أما آخر من ترأس المركز فكانت الدكتورة القديرة عزة حمو التي وافتها المنية في شهر أوت المنقضي بعد مسيرة مهنية مشرفة جعلت منها علما من الآعلام في مجالها هذا فضلا على انها كانت خلوقة و على قدر عال من المسؤولية . بعد موت الدكتورة بن حمو رحمها الله و أسكنها فراديس جنانه أصبح المنصب شاغرا الى تسمية لطيفة بن عمران رئيسة مديرة عامة للمركز و هي المختصة في الفيزياء و التي لا علاقة لها بالطب اصلا و ذلك في خرق واضح للفصل 4 من القانون عدد 1389 بتاريخ 27 اكتوبر 1982 المنظم للمركز الوطني للوقاية من الإشعاع الذي كان يشترط ان يكون المدير طبيبا تقع تسميته بقرار من بين الأساتدة المحاضرين المبرزين في الطب النووي و الذين لهم اقدمية لا تقل عن 4 سنوات في مهام رئيس قسم الى جانب خبرة فعلية في مجال الحماية من الأشعة . إذا كيف تمت تسمية لطيفة بن عمران و هي الفيزيائية التي لا علاقة لها بالطب ؟ هنا تدخلت العقول السياسية و القانونية لإيجاد مخرج حتى يتم تسمية هذه السيدة التي لها علاقات متطورة جدا بعائلات حاكمة فضلا على انها زوجة قيادي في الحزب الحاكم و ذلك كله على حساب مصلحة الدولة و الصحة و تم تنقيح القانون على مقاسها لتتم تسميتها رئيسة مديرة عامة بالمركز رغم عدم توفر شروط الكفاءة و المهنية فيها . إذ صدر بتاريخ 2017/11/10 الأمر الحكومي عدد 1236 لسنة 2017 المتعلق بتنقيح و إتمام الأمر عدد 1329 لسنة 1982 المتعلق بتنظيم المركز الذي ألغى الفصل الرابع الذي يشنرط ضرورة ان يكون مدير المركز طبيبا مختصا و تعويضة بالفصل 4 جديد الذي جاء به انه يتولى تسيير المركز مدير عام من بين الاساتذة و الأساتذة المبرزين المحاضرين في الطب النووي مع إضافة فقرة ثانية جاء فيها أنه " كما يمكن إختيار المدير العام من بين أعوان سلك المدرسين الباحثين الحاملين لشهادة دكتوراه في الفيزياء ممن لهم خبرة فعلية في ميدان الحماية من الأشعة لمدة لا تقل عن 10 سنوات عمل فعلي بعد الحصول على شهادة الدكتوراه " و طبعا و بإعتبار ان التنقيح تم على مقاسها فقد اتجهت التسمية للإستثناء علما و ان لنا كفاءات طبية ان لم اقل قامات مخوّلة لتولي هذا المنصب . إنها فعلا فضيحة بأتم معنى الكلمة لكنها هذه المرة فضيحة دولة اصبحت تسير كمزرعة بحيث ينقح امر برمته ليصبح على مقاس شخص بعينه و هو لعمري الفساد الإداري و السياسي بعينه . لكن و مع ذلك هل تتوفر الشروط التي جاء بها امر 2017 في السيدة لطيفة بن عمران، طبعا لا و هذا ما سيكون موضوع تدوينتي القادمة ." تونس في 2018/04/05 الأستاذ محمد الشريف الجبالي يُذكر أن الجبالي اتهم في وقت سابق رجل الأعمال كمال لطيّف بتسميمه، مبررا ذلك بالاتهامات التي وجهها في وقت سابق للطيّف فيما يتعلق بالتآمر على أمن الدولة، والتي أسقطها القضاء في وقت لاحق.