أسابيع قليلة تفصلنا عن أولى انتخابات تقع بعد سبع سنوات من الثورة ،و تكتسي هذه الانتخابات أهميّة بالغة باعتبار أنها تكرّس مبدأ اللامركزية ضمن قواعد تتمثل في شروط الانتخاب والترشح وتنظيم الحملة الانتخابية. ومن المتوقّع أن تُعيد الانتخابات البلدية تشكيل ملامح و خارطة المشهد السياسي في تونس ، خاصة و ان هذا الاستحقاق المرتقب سيكون مقياسا لمعرفة حجم كل حزب و سيعطي انطباعًا اوليّا عن مآلات الانتخابات التشريعية و الرئاسية في سنة 2018 . وتعد الانتخابات البلدية التي ستنظم يوم 6 ماي المقبل رابع انتخابات ديمقراطية تشهدها تونس خلال مرحلة ما بعد الثورة. ونظرا لأهميتها، فإن المراقبين ينتظرون الظروف التي ستجري فيها، وبالأخص النتائج التي ستسفر عنها ، ما جعل الاتحاد الاوروبي يعلن أنه سيراقب الانتخابات البلدية القادمة ببعثة رسمية تضم 80 مراقبا فيما اطلقت "حملة وطنية" لتحفيز المشاركة في الانتخابات البلدية تحت شعار "شارك وبدل غدوة'، يتزامن كلّ هذا مع اعلان الهيئة الانتخابية على ان الحبر الانتخابي سيكون جاهزا في 25 أفريل الجاري . الاتحاد الاوروبي سيراقب الانتخابات البلدية القادمة ببعثة رسمية تضمّ 80 مراقبا أعلن الاتحاد الاوروبي انه سيرسل فريقا مكونا من 80 شخصا لمراقبة الانتخابات البلدية التي ستجري في تونس يوم 6 ماي 2018 على ان تقدم تقريرها الاول عقب الانتخابات . ووفق بلاغ نشره الاتحاد الاوروبي على موقعه الالكتروني فان هذه المشاركة تاتي عقب تلقي دعوة من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كما ان الممثلة العليا للشؤون الخارجية وسياسات الامن فريديريكا موغريني كلفت عضو البرلمان الاوروبي فابيو ماسيمو كاستالدو بترؤس هذه البعثة. بدأ فريق يضمّ 7 متخصصين في مجال تحليل الانتخابات، في التمركز بتونس العاصمة منذ يوم 6 افريل الجاري في حين سينطلق 28 مراقبا في العمل بداية من 13 افريل الجاري بمختلف جهات البلاد كما يصل اجمالي عدد المراقبين من مختلف دول الاتحاد الاوروبي قرابة 80 مراقبا سيقومون بمراقبة كافة مراحل المسار الانتخابي . وبين الاتحاد الاوروبي ان انتخابات 6 ماي القادمة تمثل مرحلة هامة في دعم المسار الديمقراطي بتونس وتطبيق ما جاء في الدستور الذي يفتح الطريق على مسار طموح للامركزية مشيرا الى التزام الاتحاد الاوروبي في مرافقة الاصلاحات التي تشهدها تونس بما يمكن من ارساء مسار الانتقال الديمقراطي في موعده . وعبرت موغيريني عن ثقتها في ان تشكل بعثة المراقبة تحت قيادة كاستلدو مساهمة اضافية لجودة هذه الانتخابات الهامة في حين اعتبر كاستلدو ان هذه البعثة تندرج في اطار العلاقات الثنائية المميزة بين تونس والاتحاد الاوروبي كما انها تبرهن عن صلابة هذه العلاقة. وستقدم لجنة المراقبة الاوروبية لاحقا الحكومة التونسية تقريرا تحليليا مفصلا يتضمن حزمة توصيات يمكن تطبيقها خلال مواعيد انتخابية لاحقة. " انطلاق حملة وطنية لتحفيز المشاركة في الانتخابات البلدية تحت شعار "شارك وبدل غدوة" أطلق البرنامج التشاركي متعدد الفاعلين لنكن فاعلين وفاعلات حملة وطنية تحسيسية لتحفيز المشاركة في الانتخابات البلدية خاصة في صفوف الشباب تحت شعار شارك وبدل غدوة. وتهدف هذه الحملة وفق بلاغ اعلامي، الى توعية الشباب بأهمية المشاركة في الانتخابات البلدية وانجاجها، اضافة الى تشريك المترشحين في احداث البلديات المدنية والتضامنية باعتبارها مقوما أساسيا لإرساء الديمقراطية التشاركية والمحلية. وتتلخص اليات الحملة في انشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتسجيل صوتي في الاذاعات وتحيين الفيديوهات الى جانب حملة ميدانية تنطلق من 16 أفريل الجاري الى غاية غرة ماي القادم ترتكز على توعية المواطنين في المقاهي والاسواق الاسبوعية الى جانب استدعاء المترشحين والمترشحات لامضاء ميثاق من أجل بلدية مواطنية وتضامنية . ويحدد الميثاق اطار التعامل مع المواطن وعلاقة المكتب البلدي المنتخب مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وينص على المساواة وعدم التمييز بين جميع المواطنين والمواطنات وتكريس مبدا الحوكمة والشفافية وحق النفاذ الى المعلومة وتشريك المواطنين في اخذ القرار . كما يدعو الى ارساء سياسات تنموية عادلة تحترم مبادىء التنمية المستدامة في جميع المجالات ودعم مبادرات الاقتصاد الاجتماعي التضامني التي تضمن خلق مواطن الشغل اللائقة. يذكر ان البرنامج التشاركي متعدد الفاعلين لنكن فاعلين وفاعلات، تأسس سنة 2011 ويهدف الى دعم قدرات مكونات المجتمع المدني التونسي والفرنسي، وتقليص الفوارق المرتبطة بالحقوق، وهو يضم 80 مكونا من المجتمع المدني بين جمعيات ونقابات وتعاونيات وبلديات من فرنساوتونس من الموقعين على ميثاق الشرف. ويتمحور البرنامج حول التربية والتعليم والإدماج الإجتماعي والمهني والإقتصاد الإجتماعي والتضامني والديمقراطية المحلية والتشاركية. " المنصري: مادة الحبر الانتخابي ستكون جاهزة وستصل الى تونس يوم 25 افريل الجاري أفاد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري، يوم أمس الثلاثاء، بالعاصمة خلال لقاء خصص للتحسيس والتوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات البلدية القادمة، أن مادة الحبر الانتخابي ستكون جاهزة وستصل الى تونس يوم 25 أفريل الجاري. وقال المنصري إن الهيئة ستناقش العديد من النقاط الهامة المتعلقة بالخصوص بامكانية استعمال هذه المادة من عدمها وكيفية توزيعها واجراءات استخدامها وتاريخ استخدامها وامكانية استخدامها من قبل الأمنيين والعسكريين ثم ستتخذ القرارات المناسبة في هذا الشان خلال الساعات القليلة القادمة. يذكر أن من مداولات مجلس الهيئة المستقلة للانتخابات في جلسته المنعقدة بتاريخ 29 جانفي 2018 قرر عدم اعتماد الحبر الانتخابي خلال الاقتراع في الانتخابات البلدية، قبل أن تغير الهيئة موقفها بعد دعوات وجهت اليها لاعادة العمل بالحبر الانتخابي. "