بعد أسابيع قليلة من الجدل حول تصنيفات أوروبيّة جديدة لتونس بالتزامن مع أزمة إقتصاديّة وإجتماعية داخليّة نتيجة تأخر الإصلاحات ولأسباب أخرى عادت الديبلوماسية الشعبية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لحركيّتها بالتزامن مع سعي تونس لمزيد حشد الدعم وتأمين مسار إنتقالها الديمقراطي الذي تضع له الإنتخابات البلديّة التي تنظم في غضون أيام لبنة أخرى. زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي حطّ الرحال هذه المرّة في مقر المفوضية السامية للإتحاد الأوروبي ببروكسيل أين كانت له لقاءات ماراطونيّة بعدد من الوجوه من فيدريكا موغاريني وصولا إلى عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي خصوصا من أعضاء لجنة العلاقات مع الدول المغاربيّة تناولت كلّها بالخصوص مسار الإنتقال الديمقراطي في تونس وسبل دعمه أوروبيّا من عدّة نواح. فديريكا موغاريني ، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية أكّدت خلال لقاءها بزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي على أهمية نجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس و وقوف الاتحاد الأوروبي معها فيه ، ودعمها على جميع المستويات السياسية والاقتصادية. كما عبرت على تمنياتها لتونس بالنجاح في تنظيم الانتخابات البلدية بعد أسابيع و أكدت ان الاتحاد الأوروبي يثمن هذه الخطوة المهمة في المسار الانتقالي . من جانبه أكد الغنوشي خلال اللقاء على أهمية العلاقات التونسية الأوروبية وعلى دعم حركة النهضة لجهود الحكومة التونسية في تعميق الشراكة بين تونس والاتحاد الاوروبي، كما دعا لزيادة دعمه لتونس على جميع المستويات خاصة في المجال الاقتصادي، والى فتح الأسواق الأوروربية على المنتجات الفلاحية التونسية خاصة زيت الزيتون، كما حض المسؤولة الأوروبيين على سحب تونس من القائمة السوداء التي أُدرجت فيها أخيرا بالنظر الى ان الحكومة التونسية تعمل بجدية على محاربة تمويل الاٍرهاب و تبييض الأموال. خلال زيارته لمقر المفوضية السامية للإتحاد الأوروبي كان لزعيم حركة النهضة لقاءات مطوّلة جمعته خصوصا بايناس آيالا ساندر رئيسة لجنة العلاقات مع الدول المغاربية وإتحاد المغرب العربي بالبرلمان الأوربي إضافة إلى عدد من أعضاء هذه اللجنة التي أكّدت رئيستها في أكثر من مناسبة على ضرورة مزيد توفير الدعم الأوروبي للتجربة الديمقراطية الناشئة في تونس. خلال الزيارة أيضا إلتقى زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس البعثة الأوروبية لمراقبة الإنتخابات البلدية في تونس فابيو ماسيمو في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لإنجاح أول خطوة في إتجاه إرساء معالم الديمقراطية المحلية والقطع مع مركزية القرار والسلطة وإلى إنجاح عرس إنتخابي جديدة يؤكّد أن البلاد قد قطعت خطوات جديّة نحو القطع مع الإستبداد. عادت ديبلوماسية راشد الغنوشي الشعبية مجدّدا لترمي بثقلها في الخارج لحشد الدعم للتجربة التونسيّة الناشئة وهي ديبلوماسية نجحت سابقا في فض عدد من الملفات العالقة وعلى وجه الخصوص في الترويج خارجيّا للتجربة التي تعيشها البلاد،حركيّة ينتظر منها التونسيون أن تنجح في الإيقاء على الأمل قائما بمزيد تكريس مقوّمات صلاحبة التجربة الديمقراطيّة وقطع خطوات جديدة نحو تفعيل الدستور الجديد للبلاد.