أسبوع بالتمام والكمال انقضى على أول استحقاق انتخابي بلدي ديمقراطي شهدته تونس في تاريخ، والذي أجرته يوم الأحد 6 ماي 2018، لتدخل بذلك مرحلة جديدة في مسارها الانتقالي وهو العمل في الإطار المحلي بشكل محتكّ بالمواطنين وبمشاغلهم.. و حول النتائج الرسمية للانتخابات البلدية، أعلن عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أنيس الجربوعي، أمس السبت ، أن تاريخ الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات البلدية سيكون يوم 13 جوان المقبل. وذكر عضو الهيئة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنه «فور الإعلان عن النتائج الأولية، دخل المسار الانتخابي في مرحلة الطعون وفق مقتضيات الفصل 145 من القانون الأساسي عدد 16 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء»، الذي ينص في فقرته الأولى على أنه «يمكن الطعن أمام المحاكم الإدارية الاستئنافية في النتائج الأولية للانتخابات والاستفتاء في منهلة أقصاها 3 أيام من تاريخ تعليقها بمقرات الهيئة»، ملتمساً من المحكمة الإدارية الاستئنافية مراعاة تزامن فترة الطعون مع عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما وأن الإعلان تم في وقت متأخر من ليل الأربعاء الماضي. وأضاف الجربوعي أن نشر الطعون من قبل القضاء الإداري يمكن أن يمتد على مدى 28 يوماً من تاريخ تلقي الطعون، مشيراً في هذا الخصوص التزام الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بكل قرارات المحكمة الإدارية. بيد أنه على ضوء النتائج الأولية ، تحصلت النهضة على أكثر نسبة من الأصوات تلاها نداء تونس، ولعلّ الملاحظ في هذا الاستحقاق الانتخابي البلدي أن خلق مفهوما جديدا في المشهد التونسي وهو ثقة التونسي في المستقلين في مختلف المناطق التي تغلبت فيها على الأحزاب. وعلى ضوء النتائج المتقاربة التي أفرزتها البلديات، من المتوقع ان تشهد الفترة القادمة تحالفات جديدة وذلك من أجل ضمان سير العمل البلدي خلال المراحل القادمة دون التعرض الى مشاكل او عراقيل بين ممثلي مختلف القائمات الذين أحرزوا مقاعد في المجالس البلدية. وقد طفح جدل واسع حول مسألة التحالفات، و عبرت النائبة عن حركة النهضة يمينة الزغلامي، في تصريح ل"الصباح نيوز" السبت ، عن استنكارها لموقف حزب التيار الديمقراطي من رفضه التحالف مع حزبي النهضة والنداء في المجالس البلدية . وقالت الزغلامي أن قيادات التيار الديمقراطي يجب ان تعي بان العمل في المجالس البلدية هدفه الاساسي مصلحة المواطن وتسهيل حياته في كل جهة ، وان يعلن التيار مقاطعته لحزبين هامين في البلاد فذلك تعطيل للشأن العام . كما حذرت الزغلامي جميع الأحزاب من القرارات القطعية داعية الى ضرورة التحالف من اجل خدمة المواطن . وحول الأطراف التي يمكن ان تتحالف معها حركة النهضة في المجالس البلدية، قالت الزغلامي ان الحركة أيديها مفتوحة على جميع الحساسيات السياسية لان المجالس البلدية ليست مجالا للتنافس او الخصومات السياسية وانما عمل يومي لتحسين عيش المواطن وللقضاء على الفساد المحلي . في المقابل، قال أمين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء السبت ، أنّ حزب التيار ينخرط في التحالفات التي تهدف إلى خدمة الشأن المحلي باعتبار أنّ هذه الإنتخابات لا علاقة لها بالسياسة وترتبط مباشرة بالشؤون المحلية التي لا تتطلب تحالفات بقدر ما تتطلب توحيد العمل لتنفيذ البرامج الانتخابية وخدمة المواطن مطالبا في هذا الصدد الأحزاب والقائمات الفائزة بضرورة تجاوز التجاذبات داخل المجالس البلدية والتركيز على تنفيذ هذه البرامج التي تتقارب اجمالا . من جهة أخرى اعتبر الشواشي أنّ تونس في مرحلة هامة من مسار الإنتقال الديمقراطي ونجحت في انجاز هذه الإنتخابات رغم بعض الثغرات وعليها مواصلة إنجاح بقية المسار وتركيز الهيئات الدستورية واحترام آجال الإنتخابات.