لم تهدأ الساحة الإعلامية والحقوقية منذ انتشار تسريب مسجّل منسوب لمدير قناة "نسمة" الخاصة نبيل القروي في منصات التواصل الاجتماعي والذي كشف عن مخططه لضرب منظمة "أنا يقظ" عبر تشويه مديرها التنفيذي واتّهامه بالعمالة مستعملا عبارات نابية وسبّ للجلالة . وعلى خلفية هذه الحادثة، أطلق عدد من النشطاء والحقوقيين حملة لمقاطعة قناة "نسمة" ، بدعوة من رئيس منظمة "أنا يقظ" أشرف العوادي ، عبر استعمال وسم "#BoycottNessma" وحذف الإعجاب من صفحتها الرسمية . وقال العوادي إن هذه الخطوة تسبق التوجه نحو المستشهرين في القناة. ونشر منخرطون في حملة المقاطعة قائمة في بعض هؤلاء المستشهرين. وقد انخرط في هذه الحملة نشطاء بارزون على غرارلينا بن مهني، وسياسيون على غرار القيادي في التيار الديمقراطي هشام العجبوني . كما دعت صفحة حملة "مانيش مسامح" لمقاطعة قناة نسمة معلّقة "لا للإفلات من العقاب.. حاسب المافيا".
يُذكر أن تخطيط نبيل القروي لتشويه منظمة "أنا يقظ" وفق التسجيلات المسربة جاء على خلفية نشر المنظمة لتحقيق استقصائي كشف شبهات فساد مالي وتهرّب ضريبي حوله. و قد ندّدت منظمة "أنا يقظ" في بلاغ لها بما اعتبرته "مهاجمة وتحريض صاحب قناة نسمة نبيل القروي في تسريب نسب له ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس على المدير التنفيذي السابق لمنظمة أنا يقظ مهاب القروي وأفراد عائلته"، مشيرة إلى أنّ القروي يستغل في ذلك قناة نسمة بصفته مالكها ومناخ الإفلات من العقاب". وعبّرت أنا يقظ عن "مساندتها لمهاب القروي وأفراد عائلته في كافة الإجراءات القانونية التي اتخذوها وسيتخذونها ضد نبيل القروي"، "محملين السلطة القضائية مسؤولية تفشي ظاهرة الإفلات من العقاب التي يمثل نبيل القروي أحد أكبر رموزها"، حسب نص البلاغ. وجاء في البلاغ "أنّ القروي يستغل ما اعتبرته البطء المشبوه في الإجراءات القضائية وغياب أي استراتيجية واضحة لوضع حد لهذه الظاهرة، محملة الحكومة والسلط المعنية مسؤولياتها في سلامة طاقم منظمة أنا يقظ من أي تحريض أو إعتداء قد يطالهم بالنظر لعقلية التعدي على القانون والتطاول على مؤسسات الدولة التي يمثلها مالك قناة نسمة". وتساءلت المنظمة، وفق المصدر ذاته، عن مآل القضايا المرفوعة منذ أفريل 2017 والمتعلقة بالتسريب السابق المنسوب لنفس الشخض وفريق قناة نسمة. وقد أثارت، في الأثناء، تغطية قناة نسمة لفاجعة قرقنة عديد الانتقادات من خلال تخصيص منابر القناة لما اعتبره ناشطون هجومًا مفضوحًا على الحكومة خدمة لمدير القناة نبيل القروي. وقد اعتبرت، في هذا الإطار، هيئة الاتصال السمعي البصري "الهايكا" تغطية قناة نسمة لفاجعة قرقنة بأنها "موجّهة ومتعارضة مع نواميس المهنة الصحفية"، وأنها بلغت "حدّ المتاجرة بدماء ضحايا قرقنة وتحويلها إلى مطيّة لتحقيق مآرب سلطوية ضيّقة". وأشارت في بلاغ الجمعة الماضي إلى "المخاطر التي تهدد المشهد الإعلامي في تونس من خلال التوظيف المفضوح لبعض المؤسسات الإعلامية وتحويلها إلى طرف في الصراعات الحزبية الضيقة". وقال الهيئة، في بيان صادر عنها الجمعة، إن "التغاضي عن ذلك أدى إلى مزيد الانحدار الأخلاقي، وبلغ حدّ المتاجرة بدماء ضحايا حادثة قرقنة وتحويلها إلى مطيّة لتحقيق مآرب سلطوية ضيّقة". وهاجمت "الهايكا" طريقة تداول قناة "نسمة" الخاصة للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، معتبرة أن ذلك تم "بطريقة موجّهة ومتعارضة مع نواميس المهنة الصحفية، في إطار تغطيتها لحادثة غرق مركب مهاجرين غير نظاميين في عرض سواحل قرقنة، التي خلّفت عشرات الضحايا". وحثت "الهايكا"، في الصحافيين ومختلف القنوات الإذاعية والتلفزية على ضرورة إيلاء الأهمية القصوى لهذه الفاجعة والعمل على تكثيف التحقيق والتقصي بهدف بلوغ الحقيقة، بما يساهم في عدم الإفلات من تحمل المسؤولية عن كل تقصير أو إهمال"، مؤكدة، في المقابل، على "ضرورة الالتزام بالقواعد الأخلاقية لمهنة الصحافة دون توجيه أو توظيف". وشددت الهيئة على أن "تفاقم تأثير رأس المال المشبوه ومراكز الضغط أدى الى انحراف بعض المؤسسات الإعلامية عن وظائفها وانخراطها في أجندات وتجاذبات حزبية ضيّقة".