ردود أفعال متباينة، وصلت حدّ النّزاع بين قيادات الحزب الحاكم ، تصدّرت واجهة الأحداث على الساحة السياسية خلال الفترات الأخيرة ، وباتت تؤشّر إلى تصدّع قريبٍ صلب الحزب ، لاسيّما وأن هوّة الخلافات بلغت مستوى يصعب مستوى من الصّعب تداركه أو احتواء تداعياته على مجمل المشهد السياسي في البلاد. وقد عرف حزب نداء تونس، منذ وصوله إلى الحكم في أعقاب انتخابات 2014، سلسلة من الاستقالات التي انتهت ببروز أربعة أحزاب جديدة خرجت من صلبها، هي حركة مشروع تونس بقيادة محسن مرزوق، وحركة تونس أولا بقيادة رضا بالحاج، وحزب بني وطني بقياردة سعيد العايدي، وحزب المستقبل بقيادة الطاهر بن حسين. ويبدو أن هناك بوادر انشقاق خامس بالحزب، وهو ما كشفه إلى العيان البيان الشهير للهيئة السياسية لحزب نداء تونس الذي نشرته مؤخرا. وتطورت الخلافات بشكل مُتسارع، حيث اندفع أولئك الأعضاء إلى الأمام، ليعقدوا الأربعاء اجتماعا آخر، أصدروا في أعقابه بيانا أعلنوا فيه أن "الهيئة السياسية هي الهيئة التنفيذية التي تتحمل مسؤولية تسيير الحزب بصفة جماعية حتى المؤتمر" الذي حُدد موعده في نهاية شهر سبتمبر القادم. وشارك في هذا الاجتماع 11 عضوا من الهيئة السياسية من أصل 31 عضوا هم زهرة إدريس، المنصف السلامي، سفيان طوبال، محمد رمزي خميس، عبدالرؤوف الخماسي، أنس الحطاب، محمد بن صوف، الطيب المدني، الخنساء بن حراث، أحمد الزقلاوي والطاهر بطيخ . كما قرر هؤلاء الأعضاء إقالة منجي الحرباوي الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس، وتعيين النائبة أنس الحطاب خلفا له. وفي خضم هذا الشأن، اعتبرت النائب عن حركة نداء تونس زهرة ادريس أن حافظ قائد السبسي استفرد بالحزب مع مجموعة تتكون من أشخاص لا علاقة لهم بالحزب وليسوا من قواعدها ولا من مناضليها على حد قوله. وأضافت زهرة ادريس أن هذه المجموعة باتت تملي على المدير التنفيذي لنداء تونس قرارات منذ أكثر من سنة لا قانونية و خاطئة مؤكدة أن هذه المجموعة التي يحيطها حافظ قائد السبسي بنفسه هي أساس الأزمة الموجودة داخل الحزب. وأضافت أنه طالبوا منذ أكثر من سنة بإنعقاد المكتب السياسي للحزب دون جدوى كما طالبوا بإنعقاد مؤتمر للحزب يومي 29 و30 سبتمبر لجمع كافة مناضلي الحركة في الداخل والخارج على حد قولها. ومن جهتها، أكدت النائبة عن نداء تونس أنس الحطاب ، أن الهيئة السياسية للنداء هي الهيكل الوحيد المخول لقيادة الحزب. وأضافت الحطاب ان هدف أعضاء الهيئة السياسية لنداء تونس ال19 هو التجميع وقيادة الحزب لموعد انعقاد المؤتمر، مُضيفة أنه لا وجود لانشقاقات في الحزب وأن هناك هيئة سياسية. وفيما يتعلق بالناطق الرسمي السابق لنداء تونس المنجي الحرباوي، قالت أنس الحطاب : "الحرباوي ليس عضو في الهيئة السياسية لحزب نداء تونس.. بالقانون أي عودة للنظام الداخلي لا يمكن ان يكون الناطق الرسمي باسم الحزب.. وانا إن لم أكن عضو بالهيئة السياسية لما تم اختياري ناطقا باسم الحزب. وحول تغيير موقف النداء فيما يتعلق بتغيير الحكومة والمطالبة باستقرار حكومي خاصة بعد العملية الارهابية الأخيرة، ردّت أنس الحطاب: "قلت في عديد المناسبات ان موقفي وموقف العديد من نواب كتلة نداء تونس ليس له علاقة بمواقف الحزب المُصرح بها من قبل المنجي الحرباوي والذي كان موقف حافظ قايد السبسي. وأضافت الحطاب: "اليوم لسنا في اختلاف مع أي طرف نحن هيئة شرعية وليس نية عزل حافظ قايد السبسي ولا الاصطفاف وراءه.. وهو عضو كباقي أعضاء الهيئة السياسية ال19 داخل نداء تونس.. وسنكون في نداء تونس ببقاء أو رحيل أي شخص حتى حافظ قائد السبسي.. وقيمتنا لا تسمح بان نقبل بان ينعتوننا بالاصطفاف. ومن جانبه، قال عضو الهيئة السياسية لحركة نداء تونس رؤوف الخماسي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك، "بأي حق تدعو قيادة الحزب الى إسقاط حكومة يرأسها احد ابناء النداء بل رئيس لجنة ال 13 التي هندست مؤتمر سوسة واعطت الحزب نفسه الجديد في ظل قيادة جديدة؟" وتابع الخماسي " لا مجال للشك في ان النداء انهزم في الانتخابات البلدية لا بالصندوق الذي أعطاه مرتبة متقدمة بل باختيارات القيادة الفردية التي حرمت الندائيين من اكثر من رئيس 70 بلدية لو تمت مفاوضات جدية ومعقولة بعيدة عن الانفعالات الشخصية والحسابات الخاطئة ونبّه الخماسي المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي من المحيطين به محذّرا إياه مما " يجهزونه له ولعائلته وللحزب بالذات من خطط الاستحواذ والتوظيف لتصفية حساباتهم وتفريغ أحقادهم وعقدهم ".