مراجعات وتراجعات، نقد ومديح تهجّم وإشادة، هو ذلك خطاب سمير بالطيب تجاه حركة النهضة فالرجل الذي ترشّح في 2014 لمجلس نواب الشعب وكان برنامج يتمحور حول نقض ما عاشته البلاد في فترة الترويكا على حدّ تعبيره وجد نفسه داخل حكومة، النهضة احد مكوناتها الأساسية والداعم الاوّل لها فتغيّرت ملامحه ولهجته وخطابه في ظرف لا يتجاوز السنة. سمير بالطيب انتقل من المهاجم اللاذع لحركة النهضة إلى المشيد بهذه الحركة وأصبح ينتقد وبشدّة عائلته السياسية اليسار والذي عبّر في كثير من الكرات عن ضعفها وابتعادها عن الواقع وضيق مستقبلها في ظلّ تنظيم متماسك لبعض الأحزاب وخاصة منها حركة النهضة. سمير بالطيب والذي ناد بعد انتخابات 2014 إلى عدم تشريك النهضة في الحكم داعيا إقصاءها باعتبار "فشلها في إدارة البلاد" كما طالب الحركة بضرورة مراجعة أفكارها وبرامجها ورؤاها المستقبلية لينقض كلامه مساء أمس ويعود عنه ويقول إن حركة النهضة هي الأقرب إلى المواطن ووضع اليسار يبعث على الاشمئزاز. وبيّن وزير الفلاحة سمير الطيب في لقاء لحزب المسار بالحمامات اليوم السبت، أن الوضع في العائلة اليسارية "يبعث على الاشمئزاز" وأضاف "نحن نفقد شعبيتنا من الجبهة إلى المسار". وشدد الطيب بالقول "أصدقاؤنا في الجبهة الشعبية يتحملون مسؤولية ذلك لرفضهم المشاركة في حكومة الحبيب الصيد" متابعا "الجبهة الشعبية مكوّن أساسي في الساحة السياسية وركن متين في المعارضة التونسية، ولكن كان عليها أن تتحمل المسؤولية أمام التاريخ.. لكنها لم تتحمل مسؤوليتها وأتساءل هل استفادت الجبهة أو استفدنا نحن؟". كما تحدث الطيب عن "الثغرة التي لم تتمكن اي حكومة من سدها وهي التشغيل"، معللا ذلك بانسحاب القطاع الخاص. كما اعتبر الوزير أن الحل لا يكون إلا باستمالة القطاع الخاص. كما تحدث أمين عام المسار سمير الطيب في اجتماعه الجهوي بالحمامات عن تشتت العائلة التقدمية ( النداء، المسار، الجبهة الشعبية) بسبب تركيزها على الاستحقاقات الانتخابية واهمالها البرامج وفق قوله. وأوضح الطيب أن النهضة كانت الأقرب للمواطن بسبب تماسكها وتركيزها على البرامج فعادت بالاستحقاق البلدي. واستدرك الطيب قائلا " نحن لم نفكر كعائلة وإنما كحزب أو دكاكين صغيرة". وفي تصريح لموزايك، تحدث سمير الطيب عن إعلانه السابق تجميد عضويته في الحز،ب معتبرا أنها ظرفية ووليدة ظرف طارئ انتهت بانتهائه. تجدر الإشارة إلى أن بالطيّب قال في تصريح سابق إن راشد الغنّوشي هو الشخصية الأبرز في تونس والأقوى في عالم السياسة بعد ان كان يوجّه إليه انتقادات لاذعة جدا.