تجددت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة جنوب العاصمة الليبية طرابلس, وذلك بعد ساعات فقط من إعلان وقف لإطلاق نار كان مفترضا أن ينهي اشتباكات أودت بحياة 27 شخصا, وقد أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق اللّيبيّة "حالة النّفير العامّ وأقصى درجات الإستعداد وأخذ الحيطة والحذر بين جميع الأجهزة الأمنيّة التّابعة لها", بعد أن إستهدف تنظيم "داعش" الارهابي بوابة أمنية شرق العاصمة طرابلس. أعلنت الوحدات الأمنية والعسكرية التونسية برفع درجة تأهبها على مستوى الرسم الحدودي على خلفيّة فرار عدد من المساجين من السجون الليبية. هذا وقد أكّدت وزارة الدّاخليّة اللّيبيّة, فرار نحو 400 معتقل إثر أعمال شغب في سجن يقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة طرابلس, التي تشهد مواجهات دامية منذ أسبوع. وقالت شرطة طرابلس, في بيان لها إنّ “المعتقلين تمكّنوا من خلع الأبواب والخروج بعد أعمال شغب, على هامش المعارك بين مجموعات مسلحة قرب سجن عين زارة”, من دون أن تحدد طبيعة الجرائم التي سجن هؤلاء بسببها. من بين الفارّين من السّجون, عناصر متهمة بالإنتماء إلي مجموعات إرهابية وفق ما تم الإعلام عنه من مصادر إعلامية ليبية. وتبعا لذلك تحرّكت الوحدات الأمنيّة والعسكريّة التّونسية المتمركزة على إمتداد الشّريط الحدودي البرّي والبحري بين البلدين ورفعت من درجة تأهبها وذلك بتكثيف دوريات المراقبة برّا وجوّا. وأكّدت وزارة الدّفاع, أنّ مختلف التشكيلات الأمنية على أتم الاستعداد للتّصدي لأيّ طارئ يحدث و يمسّ بسلامة وأمن البلاد خاصّة بعد فرار المساجين وإمكانية تسللهم نحو الأراضي التونسية. وقد تكرّرت الهجمات الإرهابيّة التي تستهدف البّوابات الأمنيّة في ليبيا خلال الفترة الأخيرة, وسط مخاوف داخليّة من إمكانيّة أن يسترجع هذا التّنظيم قوّته, في ظلّ تواصل الإنقسام السّياسي والمؤسّساتي, وعدم وجود أيّ بوادر للإنفراج أو الإستقرار في الوقت الرّاهن. هذا وقد أكّد مدير مكتب إعلام, منطقة الكفرة العسكرية الليبية, مفتاح بوزيد, مساء الإثنين 3 سبتمبر, أنّه هناك آليات مسلحة تقوم باستيقاف السيارات بالقرب من شركة ال50 على طريق الكفرة جالو, كما تقوم بخطف عدد من المواطنين. يذكر أن المستشفى الميداني بطرابلس, أعلن مساء أمس, عن سقوط 41 قتيلا و 128 جريحا و8 مفقودين, بينهم ددنيين, وهي حصيلة الاشتباكات التي تشهدها الضواحي الجنوبية من العاصمة طرابلس حتى الآن.