لم تمضِ لحظات قليلة على نشر الطالبة ذات الحاجيات الخاصة “صفاء فحيّل” المرسّمة بالمعهد العالي للغات بنابل، منشورا كشفت من خلاله أنها على وشك أن تُحرم من حقها في التعليم في الجامعة التي اختارتها ، لا لشيء فقط لأنّه وقع رفض مطلبها في تخصيص ممرّ خاصّ بكرسيّها المتحرّك. “لن أتخلّى عن هدفي..سأواصل حتى النهاية”.. بهذه الكلمات النابضة بالتّحدّي والمقاومة، ابتدأت الطالبة صفاء قصّ ما حدث معها في رحاب المعهد العالي للغات بنابل. صفاء كشفت في منشورها رفض مديرة المعهد العالي للغات بنابل (جامعة قرطاج) مطلبها المتمثل في تخصيص ممر خاصّ بكرسيها المتحرك،وبالتالي حرمانها من حقها في التعليم. وبيّنت الطالبة، في تدوينة في حسابها بموقع فيسبوك، أنها تقدّمت بمطلب إلى مديرة المعهد لوضع ممرّ يمكنها من التنقل داخل الجامعة نظرًا لكونها تحمل إعاقة عضوية وذلك على حسابها الخاص، إلا أن المديرة رفضت بتعلّة أن هذا الممرّ سيعطّل سير المارة. صفاء فحيّل أكدت أنها غير مستعدة للتوجه إلى مؤسسة تعليمية أخرى وأنها متمسكة بجامعتها، نظرًا إلى أن المعهد العالي للغات بنابل هو الأقرب إلى منزلها إلى جانب حالتها الصحية وظروف عائلتها التي لا تتيح لها فرصة تغيير الجامعة. وشددت على أنها لن تتخلى عن هدفها وستواصل المطالبة بحقها. وفيما يلي نصّ تدوينة صفاء: “«لن أتخلى عن هدفي… سأواصل حتى النهاية…» بش نبقى نحكي هكا حتى بعد ماحرموني من قرايتي حرموني باش نكون صاحبة إجازة أساسية في اللغة والآداب والحضارة العربية علاش،خاطرني حاملة لإعاقة عضوية موش قادرة إني نطلع في الجامعة إلي تمنيت نلتحق باها. إي نعم في بلادي ذوي الإحتياجات الخصوصية مايقراوش مايحلموش ماينجحوش كيفما أندادهم… المعهد العالي للغات بنابل(جامعة قرطاج) حرمتني باش نكون طالبة ناجحة ،السيدة المديرة رفضت المطلب متاعي المتمثل في تخصيص ممر خاص بكرسيي المتحرك مع العلم أنني سأتحمل كامل مصاريف هذا الممر… حرمتني من إنشاء الممر بدعوة إنو باش يعطل سير المارة وأنا موش قادرة حتى بش نتصل بالسيدة المديرة ونعلمها إنو الممر باش يتركب وقت الحاجة وبعد يتنحى…. وفي النهاية نحب نقول إلي أنا موش مستعدة نقص على قرايتي ومانيش مستعدة نمشي لمؤسسة أخرى بحكم إنو جامعة اللغات بنابل هي أقرب جامعة ليا وبحكم صحتي وظروف عائلتي منجمش نغير الجامعة… نتمنى صوتي يوصل نكمل قرايتي وتكمل فرحتي وفرحة عائلتي وإعاقتي عمرها ماكانت حاجز قدامي. “ تدوينة صفاء لقيت تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي وفي المنابر الاعلامية ، ليصل صدى قصتها إلى أعتاب وزارة التعليم العالي، وعلى الاثر، دخل المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي والبحث العلمي إدريس السايحي على الخط وأكد أنه سيتمّ إيجاد حلّ لمشكلة الطالبة صفاء خلال 48 ساعة. وقال السايحي، في تصريح لإذاعة موزاييك، إن مبنى المعهد العالي للغات بنابل على وجه الكراء وغير مهيأ لاستقبال الطلبة، مشيرًا إلى أن الإشكال لا يتعلّق بمجرد ممرّ حديدي يمكن صفاء من دخول الجامعة فقط بل يهمّ كذلك قاعات توجد بالطابق الرابع والخامس في بناية لا يتواجد بها مصعد كهربائي. وأفاد أنه اتصل بالإدارة العامة للبنايات والتجهيز والإدارة العامة للشؤون الطالبية، مبرزًا أنه سيتمّ تكوين فريق على أعلى مستوى سيتنقل مساء الاربعاء أو صباح الخميس إلى معهد اللغات بنابل ويقابل المديرة والإدارة ويبحث عن حلّ لهذه المشكلة. وأكد السايحي أن توفير ممرّ لصفاء وإيجاد حلّ لها هو واجب الوزارة ومن حقها مواصلة التعليم في الجامعة التي تريد.