تضمن خطاب الرّئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء 25 سبتمبر, مجموعة من المغالطات حول إنجازاته في قضايا محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وحرب اليمن والاتفاق النووي الإيراني والعجز التجاري. هذا وقد نشرت صحيفة ‘نيويورك تايمز' في تقريرها اليوم, إنّ ترامب زعم أنّ الاقتصاد تحت إدارته انتعش بمعدل لم يحدث خلال أي إدارة سابقة, لكن الحقيقة تقول -على سبيل المثال- إنّ نمو الناتج الإجمالي القومي بلغ أعلى مستوى له عام 2014, والبطالة بلغت أدنى معدلاتها في الستينيات والأربعينيات. في مجال الاقتصاد لا يزال نمو الأجور منخفضا, وليس صحيحا ما زعمه عن أن الخفض في الضرائب الذي قرره هو الأكبر في تاريخ البلاد, وكذب ترامب بشكل فاضح بقوله إنّ العمل في تشييد الجدار العازل مع المكسيك قد بدأ, إذ لم يبدأ أي شيء. وقد قال ترامب في خطابه أمام الجمعيّة العامّة, أنّه بفضل القوات العسكرية الأميركية وشركائها تمّ طرد تنظيم الدولة من العراق وسوريا, في حين مايزال إعلان النصر على هذا التنظيم بالبلدين المذكورين سابق لأوانه, خاصة وأنّ التنظيم لا يزال يسيطر على 200 ميل مربع وجيوب تأوي مقاتلين بالبلدين, ومستمرّ في تهديده للسلام والأمن هناك. واعتبرت صحيفة ‘نيويورك تايمز' أنّ ترامب ضلّل العالم عندما قال إنّ السعودية والإمارات وقطر تعهدت بمليارات الدّولارات لمساعدة السوريين واليمنيين, وإنّ هذه الدّول تسعى بشتّى السّبل لإنهاء الحرب الأهلية المرعبة في اليمن. وأوضحت الصحيفة أنّ الدّول الثلاث قدّمت تبرّعات للجهود الإنسانية بسوريا واليمن, لكن ترامب تجاهل في خطابه أن يقول ما ظلت تؤكده الأممالمتحدة ومنظمات العون الإنساني من أن السعودية والإمارات هما اللّتان تفاقمان حرب اليمن, وأنّ تقريرا أصدره محققون أمميون اتهم التّحالف بقيادة الرياض وأبو ظبي بارتكاب جرائم حرب وتعذيب محتجزين وتجنيد أطفال. وبينما فتح النار على الحلفاء والأصدقاء على حد السواء وهاجم القيم الكونية والمؤسسات الدولية, تحوّلت كلمة رئيس أكبر دولة في العالم إلى مادة للضحك تسلى بها زعماء الدول. حيث يرى الكاتب دانا ميلبانك, في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست, أنّ ترامب تحوّل إلى مادة للضحك والسخرية, يتهامس الزعماء ويكتمون ضحكاتهم وهم يستمعون لخطابه الغريب أمام الدورة ال 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.