لا حديث على صفحات التواصل الاجتماعي إلا على الإعصار القادم إلى تونس والامطار والفيضانات وإقالة المهندس الأوّل بالمعهد الوطني للرصد الجوي عبد الرزاق الرحال بعد تصريحاته الإذاعية والتي اعتبرها البعض استفزازا لشعور أهالي الضحايا بينما تعاطف معه البعض الآخر. من جهتها،استنكرت وزارة النقل ما جاء من تصريحات على لسان عبد الرزاق الرحال، مهندس بالمعهد الوطني للرصد الجوي، خلال تدخله على أمواج إذاعة خاصة مؤكدة أنه لا علاقة لها بالنشرة الجوية وتمس من مشاعر عائلات ضحايا الفيضانات والتونسيين بصفة عامة في هذا الظرف الحساس الذي تمر به جهة الوطن القبلي. وأعلنت وزارة النقل أنّه تقرر إيقاف عبد الرزاق الرحّال عن العمل فورا بسبب هذا “الخطأ الجسيم” في انتظار اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة بعد استكمال البحث الجاري في الغرض. وشدّدت على أنّ تصريحاته تلزم المعني بالأمر شخصيا ولا تلزم الوزارة ولا المعهد الوطني للرصد الجوي. وكان عبد الرزاق الرحال وفي تعليقه عن الفيضانات الأخيرة في ولاية نابل، قال “هنيئا لمن فقد أحد أقاربه في الفيضانات لأن الغريق شهيد …ووالد الفتاتين سيكون له حوريتين في الجنّة …هنيئا لمن غرق ومن ضربته صاعقة”. وتابع “شعور نبيل أشعر به ومن القلب تجاه عائلات الضحايا.. أهنؤهم وتمنيت لو كنت مكان من غرق أحد أبنائه.. شاهدت صور الفتاتين وتأكدت أنّ مكانهما ليس الأرض …عوض أن اقول لهم البركة فيكم اقول هنيئا لكم”. وشهدت منصّات التواصل الإجتماعي في تونس خلال الساعات الأخيرة حملة تضامن كبيرة مع مهندس الرصد الجوّي عبد الرزاق الرحال الذي وقع إيقافه عن العمل تعسفيّا أمس الأربعاء 26 سبتمبر 2018، و ذلك على خلفية وصفه لضحايا فيضانات نابل ب"الشهداء". و أطلق نشطاء و رواد مواقع التواصل الإجتماعي حملة تحت وسم "ضحايا فيضانات نابل شهداء"، تُطالب بإرجاع الرحال لعمله فورا و محاسبة المسؤولين الحقيقيين عن الكارثة و خاصة منهم وزيري التجهيز و الفلاحة. من جهتها،دعت النقابة الوطنية للمهندسين وزارة النقل إلى التراجع الفوري عن قرار إيقاف المهندس في المعهد الوطني للرصد الجوي عبد الرزاق الرحال عن العمل، معتبرة قرار الإيقاف غير مسؤول واصفة ذلك بالإجراء التعسفي. وقالت النقابة في بيان لها إن التصريحات الإعلامية التي أدلى بها الرحال حول فيضانات نابل وما تسببت فيه من خسائر بشرية يمكن اعتبارها في غير موضعها و لا ترتقي إلى خطأ جسيما. واعتبر البيان ما صرّح به الرحال كان عن حسن نية ولا يمكن أن يراد به السوء لأهالي ضحايا الفيضانات الأخيرة في نابل.