يتحدّث الكثيرون عن “شتاء اوروبي ساخن” شبيه بالربيع العربي الذي انطلق في تونس سنة 2011 ، و يأتي ذلك احتجاجا على أسعار الوقود وانخفاض القيمة الشرئية ، و شوارع باريس أعمال عنف واشتباكات عنفية بين الشرطة والمتظاهرين مما دفع بعض الصحف الفرنسية بوصف الوضع ب”حالة الحرب”. و امتدّ حراك “السترات الصفراء” إلى هولندا و بلجيكا الأيام الفارطة ، بالتزامن مع تنظيم الحراك ذاته في فرنسا و الذي يستمرّ لأسبوعه الثالث على التوالي، و تعتبر الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا هي الأكبر منذ سنوات طويلة، تقودها جماعة تطلق على نفسها “السترات الصفراء”، ترفع للمرة الأولى شعار “إسقاط الرئيس” في الشارع وتجمع على الإستمرار في التصعيد حتى تحقيق كامل مطالبها وعلى رأسها إلغاء الضريبة على الهيدروكربون التي تسبّبت في زيادة 1.51 يورو على كل ليتر من المازوت وانتقلت عدوى “السترات الصفراء” من العاصمة الفرنسية باريس إلى بلجيكا، إذ شهدت وأفادت وسائل الإعلام بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وذلك بعد قيام “السترات الصفراء” بقطع عدد من الطرق وحرق سيارات الأمن. هولندا هي الأخرى تأثرت بهذه التحركات ، حيث امتدّ الاحتجاج إليها يوم السبت وتجمع متظاهرون فى شوارع عدد من المدن الهولندية، على رأسها لاهاى ونيميغن، ماستريخت، وألكمار، ويوفاردن إن غرونينغنو، استجابة للدعوات التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى للاحتجاج على سياسات الحكومة. وتظاهر نحو 200 شخصا من أنصار “السترات الصفراء” أمام البرلمان الهولندى فى مدينة لاهاى، ما دفع الشرطة الهولندية إلى إغلاق مبنى البرلمان. ووصل المحتجون أمام المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبى، مرددين هتافات ضد سياسات حكومتهم الاقتصادية ورفع أسعار الوقود.