بمنح المرأة الحق في قيادة السيارة و فتح دور السينما و تنظيم مهرجانات غنائية ،فتحت المملكة العربية السعودية صفحة جديدة في علاقتها بمدنيّة الدولة ووسّعت من هامش التحرّك المسموح به في المملكة، و بدأت سياستها الخارجية والداخلية بالاستدارة بطريقة عكسية حيث بدأت تتنكر للأسس التي قامت عليها، وتسعى للخروج على النهج العام الذي سارت عليه في عهودها الماضية من منع حفلات اللّهو والرقص والتمايل. قطع السعودية مع نهج الماضي، بدأته عبر السماح للجماهير بحضور حفلات للمشاهير و لكن اشترطت عدم الرقص و التمايل، و من بعدها خفّضت من مستوى الشروط لتسمح بالتمايل على أنغام موسيقى الجاز العصريّة و لتضغط بذلك على السرعة القصوى و تستدعي الفنانة العالمية ماريا كاري و التي تُصنّف ضمن خانة الفنانات الجريآت من حيث الأزياء و رقصاتها على الركح. خبر استقبال الفنانة العالمية “ماريا كاري” قوبل بكثير من الاستهجان في الوسط السعودي و العربي و إن استثينا في ذلك الصفحات الوهمية التاعبة للنظام السعودية و الداعمة لكلّ القرارات الصادرة عنه، حيث تؤكد تقارير إعلامية كثيرة أن ولي العهد محمد بن سلمان يؤجر مئات الأشخاص لإدارات صفحات على تويتر تدعم تحركاته و قرارات المملكة. و يرى مراقبون أن محمد بن سلمان يُحاول و عبر استخدام ماريا كاري وما يماثلها إيهام الخارج بحجم التغيير الذي يريد إحداثها من في بلد له مكانته الدينية والروحية عبر منح حرية الرقص لشعبٍ لا يمتلكُ حرية الكلمة . وقالت الناشطة ليان في تغريدة نشرتها على تويتر”السعوديه بتجيب المغنيه ماريا كاري عشان تغني وترقص بس لما قلنا لهم نبي حقوقنا وتعاملونا كإنسان عاقل قالو لا الموضوع في اختلاف واحنا نمشي ع الدين والشريعه ولازم العلماء يناقشونه وهذا اكبر دليل ان عندنا الدين والفتاوى والعادات لاتطبق الأّ على المرأه” لا يمكن إنكار أنّ السلطات السعودية وعبر جيلها الملُكي الجديد منحت نساءها حقّ القيادة و التمايل و الرّقص ولكنها حرمتهنّ في المُقابل من حقوقهنّ في التعبير و إبداء الكلمة، و مثلما توجد نساء في مهرجانات الفن و الرقص على الأراضي السعودية هناك نساء وراء القضبان و من بينهن الناشطة السعودية لجين الهذلول، التي ألقي القبض عليها في ماي 2018 ضمنَ حملة اعتقالات شملت ناشطين وناشطات في مجال حقوق الإنسان. ووجّهت علياء الهذلول شقيقة لجين،رسالةً للمغنية العالمية ماريا كاري، تتعلّق بشقيقتها التي تعرّض للتعذيب في السجون، وقالت علياء في رسالتها “إنها تتمنى لو تتمكن شقيقتها لجين من حضور حفلة كاري، لكنها معتقلة خلف القضبان لأنها حاولت دعم أوضاع النساء في السعودية”. ويقام هذا الحفل الأول من نوعه لمغنية أمريكية، وسط صمت كبار العلماء في المملكة، الذين كانت لهم فيما مضى مواقف متشددة حيال الحفلات الغنائية وكانوا يحرمونها، خصوصاً النسائية منها، بحجة أن “صوت المرأة عورة”. ويرى مراقبون أن محمد بن سلمان يحاول اخفاء وجهه المُظلم عبر منح شعبه حريات هامشيّة للتغطية على الأزمة الكُبرى وهي أزمة خاشقجي و التّي هزّت صورته أمام العالم و كشفت الكواليس المُظلمة للملكة العربيّة السعوديّة.