رغم تعدّد المؤسسات الإعلامية الخاصة والعموميّة بعد الثورة، إلاّ أنّ مهنيّي القطاع وخبراء مجال الإعلامي أجمعوا على أنّ الإعلام ولئن تحرّر من القيود المُسلطة عليه قبل الثورة، فقد دخل بعدها في فوضى لم تعرفها الساحة إعلاميّا في تاريخ المشهد السمعي البصري التونسيّ، بسبب ما اعتبروه انفلات البرامج وخروجها عن السياق المجتمعي والطابع المحافظي لتكشف عن بذاءة وسوء إدارة للحريات المُكتسبة. ويرى مراقبون أن فوضى المشهد الإعلامي في تونس، وعلى الرغم من وجود هيئات رقابة دستورية، وقوانين منظمة للعمل الإعلامي، مازالت مستمرة، وتتمادى في إنتاج أخطائها الفادحة، دون حسيب أو رقيب، عبر تقديم محتوى إعلامي فاضح يسيء للأسرة التونسية والجانب المُحافظ للمجتمع التونسي. ويقول المُحامي حسن الغضباني في تدوينة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أمس السبت 23 فيفيري، إنّ “هذه القنوات لا تعبّر عن المجموع الغالب من التونسيين وهي بما تقدمه وتصر على ترويجه لا تعبر إلاّ عن قلّة قليلة من التونسيين لا ترتقي في تعدادها لتتجاوز نسبة 1% أو 2% من الشعب التونسي وبرامجها واقعة في خلاف مع فكرنا وثقافتنا وتاريخنا وانتمائنا وعقائدنا وقيمنا ونمط مجتمعنا.” وأثارت الفنانة الاستعراضيّة نجلاء التونسية، جدلا واسعا من خلال ظهورها مساء السبت 23 فيفري، في برنامج فكرة سامي الفهري على قناة الحوار التونسي. ودوّنت حنان الغناوي: “دعارة على تلفزيون تونسي أمام شباب مراهق وأطفال صغار، والهايكا نائمة.. اجبد على القرآن وإلا الدين وسترى الهجمات…!! أين الرقابة أين الدولة أين اصحاب الهمم؟ دعارة سامي الفهري فاقت الحدود هل من منقذ” !! وكتب جمال الدين الهاني “لا ادري لم يضحكني من يعتبر ما يصنعه سامي الفهري تعبيرا غير موفق مثلا عن الحداثة! يا سيدي هذا سلفية العصور الوسطى : كانت النسوة يرقصن للأسياد عاريات، دون اي دور آخر ودون اي كرامة ! مقابل شيء من المال: هل تغير شيء في حقوق المرأة : اي نعم اصبح البعض يختار ذلك ، بحرية ولكن ليواصل ما حصل في العصور الوسطى ! وظهرت الفنانة التونسية المثيرة للجدل نجلاء التونسية، بملابس شبه فاضحة، ما أثار استنكار رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اتهموا الإعلامي سامي الفهري وصاحب قناة الحوار التونسي بالإصرار على ادخال الرداءة والابتذال عُنوةً لبيوت التونسيين من خلال ضيوف أمثال نجلاء التونسية حسب تعبيرهم. وتداول عديد النشطاء صور نجلاء التونسية خلال حضورها في البرنامج وانتقدوا اللباس الذي ظهرت به مشدّدين على أنه لباس فاضح. كما تداولوا مقاطع من تصريحاتها قالت في أحدها “أنا فرسة موش بغلة” واعتبروا ساخرين أن هذه التصريحات تعكس رقيّ وتطوّر الاعلام في تونس. نجلاء : أنا فرسة مانيش بغلة نجلاء : أنا فرسة مانيش بغلة#فكرة_سامي_الفهري► البث المباشر لقناة الحوار التونسي https://goo.gl/ZNxcsk► Abonnez-vous :https://www.instagram.com/elhiwarettounsi.tv Publiée par Elhiwar Ettounsi sur Samedi 23 février 2019 يُشار إلى الفنانة التونسية نجلاء تمّ منعها من دخول مصر بعد إصدار كليبها المعروف إعلاميّا ب”كليب الحصان” الّذي وصف بالمُثير والخادش للحياء، كما رفعت النقابة التونسية لقطاع الموسيقى قضيّةً ضدّها سنة 2016 بتهمة “المجاهرة بما ينفي الحياء والاعتداء على الأخلاق الحميدة”، وتُثير الفنانة الاستعراضية نجلاء التونسية جدلاً في كلّ ظهورٍ تلفزيٍّ لها