شهد ملاعبنا أسبوعيا مشاهد من عذابات أصحاب الصافرة الذين يتعرضون لانتقادات عديدة تصل حد التجريح والاتهامات الخطيرة آخرها ما حدث مع الحكم المساعد في ملعب بن قردان والذي تعرض للاعتداء الجسدي من أحد المشجعين الحاضرين في الملعب. فكرة القدم تعيش أزمة ثقة حادة بين الأندية والحكام، فكلما خسر فريق مباراة أو تعادل وجه سيلا من الاتهامات للحكام حتى أصبح لكل فريق قائمة حمراء من أسماء الحكام ممنوع تعيينها, كما أن تعيين طاقم تونسي بقيادة يوسف السرايري ومساعديه أنور هميلة ويامن المالولشي كان القطرة التي تسببت في أزمة السوبر وفي انسحاب النادي الافريقي. الثقة انعدمت بين الأندية والحكم التونسي الذي أصبح مرفوضا وفي كل مباراة قمة أو كلاسيكو أو دربي تتعالى الأصوات المطالبة بالتحكيم الأجنبي. في حين نلاحظ تعويل الاتحاد الافريقي في عديد المباريات الهامة إما على حكم ساحة تونسي أو على طاقم تونسي كامل لما يحظى به من ثقة وتبجيل لدى لجان “الكاف”. فهيثم قيراط الحكم الشاب أدار نهائي أمم أفريقيا دون 20 سنة كما عين الاتحاد الافريقي الحكم المساعد الدولي خليل الحساني للمشاركة في نهائيات كاس افريقيا دون 17 سنة بتنزانيا، واختار “الكاف” ثلاثي الساحة التونسي الصادق السالمي وهيثم قيراط ويوسف السرايري والمساعد يامن الملولشي لتربص حكام الفيديو الذي سيجري بجنوب افريقيا من 26 إلى 30 مارس الجاري استعدادا ل”كان” مصر 2019. كما لا يغيب حكامنا عن إدارة مباريات ضمن دوري أبطال افريقيا أو كأس “الكاف” أو في تصفيات ال”كان”. أصحاب الصافرة يعيشون ثنائية مضادة فهو يواجهون رفضا محليا لكنهم مبجلون ومدعومون من الاتحاد الافريقي لكرة القدم.