منذ الثورة التي أسقطت نظامه سنة 2011، تضاربت الأخبار حول مصير بن علي وعائلته، وسط معلومات شحيحة عادة ما تُختصر في صورة أو أقوال منقولة على لسان الرئيس السابق بن علي، الذي رفض حدّ هذا اليوم الإدلاء بتصريح أو بكلمة، ليتيح الفرصة لتواتر أنباء عادة ما يقع تكذيبها على لسان محاميه منير بن صالحة اذ يعرّف الأخير نفسه على أنّه المتحدّث الرّسمي لبن علي والوحيد الذي يمثّله. واثار موضوع “صحة بن علي” جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق تدوينة قال فيها بأن الرئيس السابق زين العابدين بن علي في حالة صحية حرجة ،و قد أوصى بدفنه في المملكة العربية السعودية. و أضاف مرزوق بأنه و بالرغم من كونه لم يكن من أنصار بن علي بل كان على إختلاف معه في توجهاته السياسية فإنه في هذا الشهر الفضيل يطلب له الرحمة الإلهية و تخفيف القضاء. وقال مرزوق: “للرجل أبناء لا شوائب قانونية حولهم. ولا أعتقد أن أمن تونس سيكون مهدّدا لو فتحت لهم أبواب العودة والزيارة على الأقل، مع حفظ كرامتهم”. وتابع “نحن طالبنا دائما بإنصاف ضحايا الفترات السابقة من تاريخ تونس، ولكن في إطار المصالحة، تونس انتقلت من عهد لعهد ولن تعود للوراء، ولكن لن تستقيم أمورها بالانتقام والتشفي، لأنّ آثاره عكسية.. الأعمار بيد الله والرحمة والعفو بيده، ولكن البشر أيضا يرتفعون بالرحمة والتسامح ويدنون بدونه”. في المقابل، نفى محاميه، منير بن صالحة، صحّة ما راج حول صحته، مشيرا إلى أن ما نشره رئيس حركة مشروع تونس حول مرض بن علي ”خبر زائف لا صحة له”. وقال بن صالحة في مداخلة على اذاعة موزاييك، إن بن علي في صحة جيدة وليس في غيبوبة ولا هو على فراش الموت، وأضاف ”البارحة أفطر بن علي على المائدة مع عائلته”.وشدّد على أن وضعه الصحي ”منسجم مع عمره (83 سنة)”. وعلّق قائلا ”كنت أظن أن بعض الإعلاميين يعمدون إلى ذكر بن علي لإثارة الجدل.. فتبين لي اليوم أن بعض السياسيين أيضا يعمدون إلى نفس الأسلوب”. وأطاحت الثورة التونسية بالرئيس السابق للجمهورية التونسية زين العابدين بن علي في شهر جانفي من سنة 2011، وهو يقيم منذ ذلك الحين في السعودية، كمنفى اختياريّ.