مثل موضوع الحوادث الأخيرة لشاحنات نقل العملة الفلاحيين محور مزايدات بين عديد الأطراف السياسية التي وظفت هذا الملف من أجل تسجيل نقاط سياسية رغم أنّ مقترح مشروع قانون في هذا الخصوص موجود في رفوف مكتب مجلس نواب الشعب، واقترحته كتلة حركة النهضة. وبعد تتالي الحوادث الفظيعة في الفترة الأخيرة وخاصة حادثة السبّالة، فقد سارع مجلس نواب الشعب في تعيين جلسة للمقترحات الموجودة غير ان الجلسة التي كان مزمع تنظيمها اليوم الثلاثاء 28 ماي 2019 رفعت قبل أن تبدأ نظرا لغياب 194 نائبا وبذلك لم يكتمل النصاب فاضطرّت رئاسة المجلس إلى رفع الجلسة. وكان من المنتظر أنّ يناقش مجلس نواب الشعب، مقترح قانون يتعلق بإحداث صنف “نقل العملة الفلاحيين” من خلال تعديل الفصلين 21 و23 من القانون عدد 33 لسنة 2004 والمتعلق بتنظيم النقل البري، وذلك في ظل ارتفاع عدد ضحايا حوادث نقل العاملات والعاملين في القطاع الفلاحي. ورغم أن القانون الحالي (عدد 33 لسنة 2014) يهدف إلى توفير حاجيات نقل الأشخاص بأكثر الظروف أمنا وسلامة وقد نظم الفصل 21 من ذات القانون مجال النقل الريفي عموما، إلا أنه لم يتم تخصيص نقل العملة في القطاع الفلاحي رغم خصوصيته من حيث مواصفات الوسيلة الناقلة لهم وعددهم وظروف سلامتهم. وبناء على ذلك، أصبحت الضرورة ملحة للتدخل تشريعيا لسد هذا الفراغ التشريعي بما يضمن خدمة نقل العملة في القطاع الفلاحي وخاصة النساء الريفيات، تستجيب لشروط السلامة وتوفر لهم الحماية من مخاطر النقل غير الامن حفاظا على حياتهم وضمانا لكرامتهم، حسب النواب المبادرين بهذا المقترح. ورغم أن المرأة الريفية تمثل حوالي 70 بالمائة من اليد العاملة الفلاحية وتساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية بالمناطق الريفية وتلعب دورا هاما في تحقيق الأمن الغذائي، إلا أنها تعاني عدة صعوبات في ممارسة هذا النشاط بدءا من غياب التامين والتغطية الاجتماعية، إلى ظروف نقلهن إلى أماكن العمل في الضيعات الفلاحية سواء داخل الولاية الواحدة أو بين أكثر من ولاية. ويشار إلى أن إحصائيات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أبرزت أن عدد ضحايا حوادث المرور التي تعرضت لها العاملات في القطاع الفلاحي سنة 2015 بلغ حوالي 98 ضحية من بينهن 7 وفايات وارتفع العدد الى 112 ضحية من بينهن 5 وفايات سنة 2016.. وكشفت ذات الإحصائيات أن الحوادث التي طالت عاملات الفلاحة خلال السنوات الأربع الأخيرة، أودت بحياة أكثر من 40 عاملة و492 جريحة.