مع بداية موسم حصاد القمح والشعير واشتداد الحرارة اندلعت بعض الحرائق في جهات مختلفة من الجمهورية ومع تزايد نسق هذه الحرائق بدأ الحديث عن أسباب تتجاوز العامل المناخي والإهمال لدى بعض الفلاحين حتى اعتبرها البعض مؤامرة من اجل اتلاف محاصيل تونس في ظلّ صابة واعدة. وبلغ عدد الحرائق بالمناطق الفلاحية خلال الفترة الممتدة بين 4 و10 جوان الجاري، 427 حريقا، لتشمل مساحة 623 هكتار خلال سنة 2019. وقال رئيس الإدارة الفرعية لعمليات المتابعة بقاعة العمليات المركزية للحماية المدنية، العقيد غازي الغربي، في تصريح لإذاعة "إكسبريس أف أم"، أمس الثلاثاء 11 جوان 2019، إن انتشار الحرائق خلال السنة الجارية ارتفع بنسبة 400 بالمائة مقارنة بسنة 2018، حيث أتت الحرائق على مساحة جملية بحوالي 126 هكتارا، وبمعدل 236 حريقا فقط. وأشار غازي الغربي، إلى أن أكثر المناطق المتضررة كانت ولاية سليانة والكاف، موضحا أن الأسباب تعلقت أساسا إلى التغيرات المناخية خاصة منها ارتفاع درجات الحرارة. وكان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، دعا إلى فتح تحقيق في الحرائق المتكررة، مشددا على ضرورة التعويض وجبر الضرر للفلاحين في أقرب الآجال، وإرساء خطة وطنية لتفادي هذه الكوارث. ومن جانبه، أشار سمير الطيب وزير الفلاحة والموارد المائية إلى أنّه لا يمكن نفي أو إقرار الصبغة الإجرامية لهذه الحرائق وأنّ العديد من المسائل ستتضح خلال اجتماعه بوزير الداخلية حول هذا الموضوع. وأكّد أنّ المساحات التي أتت عليها النيران لا تمثّل سوى نسبة ضئيلة جدا من المساحات المزروعة. وقال إنّ ما يروّج بشأن وقوف موردي الحبوب وراء هذه الحرائق هوّ كلام سخيف لأنّ الدولة تحتكر توريد الحبوب ولا وجود لموردين خواص في هذا القطاع. وأوضح الطيب بأنّه سيتم لأوّل مرّة استعمال طائرات بلا طيار “درون” لتأمين صابة الحبوب ومراقبة المتسبّبين الفعليين في اندلاع الحرائق بعد أن كوّنت الوزارة 40 شابا على استعمال هذه الطائرات. وأضاف الطيّب أنّ الطائرات بلا طيّار ستحلّق في سماء مساحات حقول الحبوب في الولايات المعنية لتأمين الصابة وحتى يتحمل كل مسؤوليته في اندلاع الحرائق سواء كانت بفعل فاعل وبدافع إجرامي أو سهوا عن طريق خطأ بشري بإلقاء السجائر مثلا.