استيقظت تونس اليوم الثلاثاء على فاجعة وفاة 7 رضع وهي حادثة أعادت للأذهان واقعة وفاة 12 رضيعا كانوا قد لقوا حتفهم في مركز التوليد بمستشفى الرابطة شهر مارس الماضي، وتمّ إثر ذلك تعيين سنية بالشيخ وزيرا للصحة خلفا للوزير عبد الرؤوف الشريف الذي قدّم استقالته بعد الحادثة. ولئن قدّم الوزير السابق عبد الرؤوف الشريف استقالته من وزارة الصحة تأثرا بالحادثة المعروفة، حيث وجد نفسه في موضع محرج، فإن سنية بالشيخ، اليوم، وعلى عكسه لم تر حرجا في التحقير من مستوى الحادثة بل تجاهلت الأمر بالقول إنها لن تفتح تحقيقا في الغرض، في موقفٍ أثار انتقادات كثيرة للوزيرة التي تعاملت مع الحادث المريب ببرودٍ يخفي تهرّبا من المسؤولية وتحقيرا للحادث على فظاعته، وفق تقدير البعض. وقالت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ، إنّ تحوّلها الى ولاية نابل إثر حادثة وفاة 6 رُضّع بقسم الولدان بمستشفى محمد التلاتلي يندرج في إطار مزيد التحري، مضيفة: “سنحصل على نتائج التحريات لكنه ليس تحقيقا لأننا نعلم أدقّ تفاصيل ما حدث في القسم المذكور”. وذكّرت بالشيخ في تصريح إعلامي اليوم بأن حالات الوفاة لم تُسجّل اليوم وإنّما خلال الثلاثة أيام المنقضية أي 22 و23 و24 جوان الجاري، مفيدة بأن 4 من بين المتوفّين وُلدوا بصفة مبكّرة وبأن الاثنين الآخرين دخلا المستشفى منذ شهر نتيجة تعكّر حالتيهما الصحيّة. وأشارت إلى أن الطاقم الطبي قام بكل الإجراءات اللازمة لإنقاذ الرضع لكن دون جدوى. يذكر أنّه تم إعلان حالة طوارئ في مستشفى محمد التلاتلي بعد تسجيل 7 حالات وفاة في قسم الولدان خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وفق ما أكدته المديرة الجهوية للصحة في ولاية نابل دلال الزواوي. وأكّدت ممرضة بقسم الولدان في المستشفى الجهوي في نابل ”محمد التلاتلي” أنّ القسم يشهد نقصا فادحا في عدد الممرضين، مشيرة إلى أنّ طاقة استيعابه تقدّر ب27 مريضا لكنه يستقبل 60 مريضا يشرف عليهم ممرضين إثنين فقط. وأضافت في تصريح لموزاييك أنّ النقص في عدد الممرضين من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الجراثيم في القسم المذكور، والذي يتكون من غرفتين إحداهما مخصّصة للأطفال الذين يعانون من أمراض جرثومية معدية وأخرى للمرضى العاديين، متابعة ”الممرض يجد نفسه مضطرا للتنقّل بين الغرفتين ومن العادي جدا أن ينقل معه جراثيم رغم الاحتياطات ”. وأكّدت أنّ المستشفى يفتقر أيضا للتجهيزات اللازمة لمثل هذه الحالات إضافة إلى عدم توفّر معدات الإنعاش.