شهد مجلس الشعب أمس الثلاثاء حالة من التشنّج بين نواب المجلس بعد أن رفض رئيس البرلمان محمد الناصر الإفصاح عمن اتصل به يوم الخميس الماضي لاستدعائه للبرلمان، بل الأغرب من ذلك أن محمد الناصر أذن بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لمعرفة هوية من اتّصل به، وهو موقف غريب أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اتهموا الناصر بالتملص والتهرب من الحقيقة، خاصة وأن الموضوع كان سينتهي بجملةٍ مفصليّة منه. وقال النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج إن رئيس البرلمان محمد الناصر “رفض تحمل مسؤولياته الوطنية والسياسية والتاريخية وتهرب بكل بساطة من الإجابة عن الأسئلة المباشرة الذي توجهت بها إليه.” وأشار بن فرج في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فايسبوك إلى أنه “لو تكرّم محمد الناصر وأجابنا وأوضح للشعب الذي انتخبنا بجملة في دقيقتين ، لتوقف الكذب واللغط والنفاق والتشويه واختلاق السيناريوهات الهوليوودية وصناعة الأبطال الوهميين وليعرف الشعب وبكل وضوح من كان يوم الخميس يشحن الأجواء ومن كان يهيئ الساحة لسيناريو الفوضى، ومن كان يصرّ على التمسك بالشرعية الدستورية”، وفق وصفه. ولفت إلى أن محمد الناصر “فضّل التهرب من الجواب، والاختباء وراء لجنة تحقيق والاحتماء بخطاب هلامي يعوِّم الحقائق ويخفيها عن الشعب”. وأكد أنه سيتهم محمد الناصر رسميا ب”إخفاء الحقيقة عن الشعب وبالتواطؤ عمليا مع ناشري الكذب والاشاعات والبطولات الزائفة إذا واصل صمته”. وعلق الممثل الكوميدي بلقاسم البريكي قائلا ” علاش محمد الناصر مايحلش فمو ويفند افتراء العماري وغيره على عبد الفتاح مورو..” وتساءلت النّائب بمجلس نوّاب الشّعب، ريم الثّايري، عن “السّر وراء إصرار رئيس مجلس نوّاب الشّعب محمّد النّاصر على عدم دحض إشاعة الانقلاب رغم الفرصة المتاحة له وترك الأمور للغموض وللفوضى والصّياح والدّفع إلى رفع الجلسة العامّة وبالتالي إحالة مجلس النّواب على العطالة.” وتساءلت الثايري في تدوينة نشرتها على “الأطراف المستفيدة من بث الإشاعات الخطيرة من قبيل إشاعة الانقلاب”، مشيرةً إلى أنّ “لجنة التّحقيق الّتي طالب عدد من الّنواب بتشكيلها لن تتكفل بكشف الحقيقة بل قبرها لذلك على القضاء أن يقوم بهذه المهمّة”. وفي السّياق ذاته، قال الإعلاميّ زياد كريشان قال كريشان إنّ التّرويج ل”انقلاب سعت حركة النّهضة إلى تنفيذه إن هو إلاّ هوسٌ ومرضٌ اسمه نظريّة المؤامرة”. من جانبه، أوضح القياديّ بحزب التيار الديمقراطي غازي الشّواشي بأنّ نواب حركة النهضة وتحيا تونس كانوا قد اتّصلوا صباح الخميس الماضي برئيس مجلس النّواب محمّد الناصر وطلبوا منه الحضور، مفنّدًا ما يتمّ تداوله عن محاولة انقلاب وتنصيب عبد الفتاح مورو رئيسًا للجمهوريّة، وقال “عهد الانقلابات قد انتهى”.