توفي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم الخميس 25 جويلية 2019 على الساعة العاشرة و25 دقيقة وفي بضع ساعات أدّى محمد الناصر اليمين الدستوري رئيسا مؤقّتا للبلاد ثم أعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن يوم 15 سبتمبر القادم هو موعد إجراء الانتخابات الرئاسية فيما حافظت على نفس موعد الانتخابات التشريعية يوم 6 أكتوبر. و دعت رئاسة الجمهورية الشعب التونسي كافة إلى الوحدة الصماء والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسساته الدستورية صونا لمستقبل تونس وحاضرها. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن إمكانية انفلات الأمور في تونس بعد وفاة السبسي ولكن التونسيون خيّبوا آمال البعض بمحفظتهم على الوحدة والتكاتف وبيّنوا للعالم أنّهم قادرون على انتقال سلمي وسلسل للسلطة في صورة غير مسبوقة في الدول العربية والمنطقة ولا تحدث إلا في تونس بعد الثورة. وزير العدل السابق ووالي أريانة عمر منصور قال “كثيرون وخاصة من الخارج كانوا يتمنون لنا شرا وينتظرون بشغف أن تسوء أحوالنا ويتأزم وضعنا وتنطلق شرارة الفتنة فينا… لكن ما كل ما يتمنى هؤلاء يدركون”. واضاف منصور في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فايس بوك “الشعب التونسي عصي عليهم والأمثلة على ذلك كثيرة… فالعالم لا ينسى الهدوء والتبصر والالتحام الذي أظهره التونسيون مباشرة بعد الثورة… ولا ينسى المواقف البطولية لأهالي بن قردان في مجابهة الهجمات الإرهابية ولا مواقف غيرهم من التونسيين في أماكن أخرى أمام نفس الهجمات… وآخر مواقف التونسيين كانت البارحة حين توفي رئيسهم وكان سلوكهم حضاريا ومثلا يحتذى به”. واشار منصور إلى أن الصحفيين كانوا في الموعد اثناء الاعلان عن وفاة رئيس الجمهورية وأنهم كانوا في المستوى الراقي المطلوب وأن اصحاب القرار سارعوا للاجتماع والالتقاء وإلى أن السلطة انتقلت بكل هدوء. من جانبه، توجه المسرحي لطفي العبدلي في شريط فيديو نشره على صفحته بالأنستغرام الى كل الأطراف التي راهنت على اندلاع فوضى بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي بالقول “خاب أملكم”. وقال لطفي العبدلي “نحن نبكي لوفاة رئيسنا وهم يبكون لأنهم كانوا ينتظرون الفوضى فخاب أملهم”. وتابع لطفي العبدلي” التونسيون يبكون ويفرحون في آن واحد والديمقراطية أصبحت في أدمغتنا ولن يقتلعها أحد”.