في جنازة مهيبة، التفّ حولها رؤساء وقادة من مختلف دول العالم، شيّعت تونس أمس السبت أول رئيس جمهورية منتخب بصفة مباشرة في تاريخها، الباجي قايد السبسي. وكان لافتا حجم الحضور الشعبي واللوحة الفسيفسائية التي كونها الوافدون من المواطنين لتوديع الباجي قايد السبسي، لوحة فنية أشادت بها مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية التي تابعت عن كثب تفاصيل الجنازة. وأثنت الكثير من الصحف والمحطات العالمية على الانتقال السريع والهادئ للحكم في بلد نحج دون غيره في إدارة مسار ما بعد ثورات الربيع العربي ويواصل مسيرته نحو الديمقراطية، فيما تابعت الصحف اليومية المحلية نشر إصدارها بالأبيض والأسود معنونة “تونس تودع رئيسها” و”الشعب يودع رئيسه” “ارقد بسلام”. وحضر جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي عدد من قادة دول العالم من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر تميم بن حمد وملك اسبانيا فيليب السادس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس جمهورية مالطا جورج فيلا والرئيس البرتغالي مارتشيلو ريبلو دي سوزا. وأعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية السبت تنكيس علم الجامعة بمقر الأمانة العامة بالقاهرة لمدة ثلاثة أيام حدادا على وفاة الرئيس السبسي، كما أعلنت مجموعة من الدول العربية الحداد لمدة 3 أيام وهي الجزائر ومصر وليبيا وفلسطين والأردن ولبنان وموريتانيا. وانتشرت قوات الأمن بكثافة لتأمين الموكب الجنائزي، الذي نظمه الجيش الوطني، وسط حضور آلاف المواطنين الذين انتظروا حلول الموكب تحت أشعة الشمس الحارقة. وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا لمواطنين خرجوا رغم تقدم سنهم وحرارة الطقس لتوديع رئيسهم الفقيد محمد الباجي قائد السبسي وصورا أخرى لتونسيين وتونسيات يبكون رحيله، وأيضا لرجال قوات الأمن الذين كانوا في لحظات تلاحم مع المشاركين في الجنازة، وأظهرتهم صور وهم يوزعون قوارير الماء عليهم، حين كانت الجموع المحتشدة في انتظار مرور جنازة الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز. وتعدّ جنازة الرئيس الراحل قائد السبسي جنازة تاريخية باعتبارها أول جنازة تخرج من قصر قرطاج وتخص أول رئيس منتخب من شعبه في الجمهورية التونسية الثانية، في أول فترة حكم تخرج من مراحلها الانتقالية نحو مرحلتها المؤسساتية الديمقراطية. وكان الباجي قايد السبسي شخصية بارزة في تونس منذ بناء الدولة الوطنية الذي كان أحد بناتها، عقب الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي سنة 1956، إلى حين توليه منصب الرئاسة سنة 2014 في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية ونزيهة تعرفها تونس