ما إن فرغ الجميع من جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، حتّى انطلقت حملة قويّة لمساندة ترشيح وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي لرئاسة الجمهورية، حيث خصص الإعلام المحلّي جزءا كبيرا من مساحته لتأويل اللقاء الأخير بين الزبيدي والسبسي، غير مستبعدين أن يكون السبسي قد استأمن وزير دفاعه على تونس في لقائهما الأخير. في المقابل استنكر آخرون وخصوصا نواب كتلة الائتلاف الوطني الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد ما اعتبروه ” استثمار الجنازة وعاطفة التونسيين تجاه السبسي،لأغراض سياسية”، فيما أشار مراقبون إلى أنّ ترشيح الزبيدي في الانتخابات الرئاسية لن يكون في مصلحة يوسف الشاهد الذي يودّ إفراغ الساحة السياسية من منافسيه المحتملين . ومباشرة بعد الإنتهاء من مراسم الجنازة، أنشئت صفحات بعنوان “عبد الكريم الزبيدي رئيسا لتونس” انطلقت في نشر مقاطع فيديو عن أهم محطات الزبيدي وحياته السياسية وسيرته الذاتية، ومقاطع أخرى عن أهم أقواله مؤكدة ان الزبيدي الشخصية الوطنية الوحيدة القادرة على تسيير الدولة في المرحلة القادمة نظرا لخلفيته العسكرية الملتزمة وولائه للوطن وعلاقته برجالات الدولة. وقد أثار التركيز على شخص عبد الكريم الزبيدي جدلًا وشكوكًا حول الجهة التي تقف وراء الدفع به إلى الصفّ الأول وتقديمه كرئيس محتمل أو كرجل المرحلة، خاصة وأن وفاة السبسي خلق فرزا جديدا في الخارطة السياسية، بين من كان مقربا منه ومن خان ثقته، و بالطبع طرح إسم الزبيدي كأحد أهم المقربين للسبسي باعتبار ان الرئيس التقاه في مناسبتين بعد تعكر حالته الصحية، ولا يتردد مناشدوه في هذا الإطار من تقديم الزبيدي في صورة “الرجل الوفي” للباجي قايد السبسي. ولم يستبعد عضو المكتب السياسي لحركة نداء تونس سامي قعلول أن يكون عبد الكريم الزبيدي مرشح نداء تونس للانتخابات الرئاسية ، مشيرا إلى وجود مشاورات داخل هياكل الحزب و النداء حول هذه المسألة. في المقابل لم يصدر تعليق رسمي بعد من الزبيدي بشأن هذه الحملة، غير أنه أعلن في جلسة إستماع له في مجلس نوّاب الشعب يوم 22 جويلية عدم ترشحه للإنتخابات الرئاسية القادمة مؤكدا أنه لم يرغب بالمرّة أن يشغل أي خطّة سياسية، وإنّ موضوع ترشّحه للإنتخابات الرئاسيّة من عدمه لم يتم طرحه أبدا.
