أكدت رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص روضة العبيدي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر، الموافق ليوم 30 جويلية، أن تونس معنية بهذه الجرائم رغم أن العدد المُسجل في هذا المجال ليس بالكبير. وقالت روضة العبيدي إن جرائم الاتجار بالأشخاص قد تخفي الإرهاب وتبييض الأموال، معتبرة هذه الجرائم من أشنع الجرائم التي تنتهك حقوق وكرامة الإنسان. وتحدثت في السابق تقارير عن وجود عمليات خطف لمواطنين وخاصة أحداث من أجل المتاجرة بهم وبأعضائهم في ظلّ سعي حثيث من السلطات وبعض الجمعيات لحماية فئات ضعيفة ومستضعفة من الشعب. كما أكّدت تقارير سابقة وجود سوق للمتاجرة بالفتيات قصد أخذهن للعمل كمعينات منزليات في منطقة بازينة من ولاية بنزرت وأشارت تقارير أخرى إلى وجود سوق مماثلة في معتمدية نفزة من ولاية باجة. وفي ظلّ صمت مستمرّ من الدولة، أقرت ووزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار الس نزيهة العبيدي بوجود “سوق أسبوعية” بإحدى المناطق بالشمال الغربي وقع فيها المتاجرة بفتيات قاصرات من قبل سماسرة لتشغيلهن كمعينات منزلية. وأكدت في تصريحات ل(وات) أنها صدمت خلال تنقلها في فترة سابقة مع مسؤولين من وزارة المرأة إلى أحد الأسواق الأسبوعية في تلك الجهة بوجود سماسرة عرضوا فتيات قاصرات للعمل كمعينات منزلية في مدن أخرى. كما قالت إنها أجرت سابقا مكالمة هاتفية مع أحد السماسرة عبر الهاتف لمعرفة إن كان الأمر يتم بتلك البساطة للحصول على معينات منزلية من فئة الفتيات القاصرات وتبين لها أن الظاهرة موجودة ولا غبار عليها. وأضافت بأن السماسرة يعرضون “خدمات” تلك الفتيات القصر بموافقة أوليائهم بمرتبات شهرية تتراوح بين 100 و500 دينار في الشهر، مؤكدة أنها قدمت جميع أرقام هواتف أولئك السماسرة إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر التي ترأسها القاضية روضة العبيدي. وتابعت بأن الوزارة قامت بعديد الحملات التحسيسية على عين المكان لدى العائلات التي تقوم بإرسال بناتها للعمل في ظروف قاسية وغير محسوبة العواقب، إضافة إلى حملات مضادة للعائلات التي تستقبل تلك الفتيات لتحذيرها من المسؤولية القانونية والعقوبات الردعية المنجرة عن تشغيل القاصرات. وكانت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أطلقت منذ 12 جوان الماضي، المتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، حملة تحسيسية استمرت إلى غاية 12 جويلية الجاري لمنع تشغيل الفتيات القاصرات كعاملات منزلية. وتشير أبحاث ميدانية إلى أنّ كثيرا من المنقطعات مبّكرا عن الدراسة يتجهن للعمل معينات منزليات بدافع من أهلهنّ بسبب الحاجة إلى المال، وكذلك تحت تأثير الوسطاء الذي يحصلون على اكثر من 100 دينار عن الفتاة وربّما يحصلون على نسبة من أجر العاملة المنزلية التي عادة ما تتعرّض إلى مختلف انواع الاضطهاد والعنف والتحرّش الجنسي.