بعد نحو 40 سنة من المسيرة الفنية، السوبر ستار راغب علامة مجدّدا على ركح مسرح قرطاج الأثري بتونس. 40 سنة حوّلها الفنان العربي الشهير إلى رسالة موسيقية واحدة بمقطوعات متنوعة وباقات من الجمال والحب والرومنسية من على منصة السلام بقرطاج التي اعتلاه أيضا وهو سفير السلام والنوايا الحسنة لدى الأممالمتحدة لعام 2013. خارج المسرح اكتظّت بوابات الدخول بجمهور عريض من العائلات ومن كل الشرائح العمرية التي اقبلت بكثافة على شراء تذاكر الحفل التي انتهت بسرعة، فكانت الكراسي والمدرجات ممتلئة بشكل كامل قبل اكثر من ساعة من انطلاق العرض الفني.. إقبال يعكس قيمة راغب علامة ومكانته لدى الجمهور التونسي ولكنه حضور يعكس أيضا مكانة الفن الجميل والكلمة الرقيقة التي دأب عليها راغب علامة. السوبر ستار اختار انطلاق حفله بالوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الباجي قائد السبسي الرئيس التونسي الراحل قبل أن يتجول بالجماهير بين “تركني لحالي”، ” أنا اسمي حبيبك”، “أنت الحب الكبير” “نسيني الدنيا”، والعديد من الأغاني الأخرى رددها الجمهور وصدح بكلماتها بصوت عال مع الفنان النجم. حضور نسائي كثيف وتفاعل عفوي كبير من صوت جميل ورقيق ومع كلمات رنانة، تحول معها حضور أكثر من ثلاثة وزراء للسهرة الفنية إلى حدث عرضي لم يجلب الانتباه. فالسوبر ستار العربي قد أثبت أن الصوت الجميل والحضور الركحي قادر على تجاوز عقبة السن وخاصة على اثبات أنه مازال موجودا في الساحة الفنية رغم تقدم عمره. الحفل الذي كان ناجحا بكل المقاييس شهد أيضا بعض الفوضى على مستوى التغطية الاعلامية والصحفية بسبب سوء التنظيم وبسبب الانتقائية التي تمارسها لجنة الاعلام في المهرجان التي تحولت بفعل الصدفة أو بفعل “الصفقات الفنية” إلى موزع لصكوك القدرة على التحرير الصحفي في الجانب الثقافي والفني رغم أن ما كتب لأعضائها لا يرتقي لمستوى المادة الصحفية في الغالب.. لكن روعة الكلمة، ورقة راغب علامة، كانت قادرة على جعل ذلك حدثا ثانويا أيضا. صافيناز بن علي