بمجرد الولوج إلى إحدى إقامات الحجيج التونسيين بمكة المكرمة يثير الانتباه انتشار مجموعة من الاعوان في بهو النزل مرتدين سترات حمراء كتب عليها تونس. إنهم مرافقو الحجيج التابعين لشركة الخدمات الوطنية والاقامات ويبلغ عددهم 55 مقابل 3931 حاجا وفق ما أفاد به عاطف الهمامي مؤطر فريق منهم. هم مجموعة من المتطوعين من مهندسين و اطباء و اطارات عليا وبعض المهن الحرة تم اختيارهم من الشركة من بين مئات الترشحات. و تتمثل مهمة هؤلاء الذين يناهز عددهم 187 مؤطرا بمعدل 3 الى 4 اعوان للرحلة الواحدة في تامين راحة الحجيج وسلامتهم بدءا من مغادرتهم تونس الى حين العودة اليها. ويتم اختيار المرافقين باعتماد مقاييس مضبوطة منها السن و المستوى العلمي واختبار تقييم الكفاءات. وينقسم هؤلاء الى عدة فرق من ضمنها فريق المطار (استقبال و ترحيل الحجيج) و الفريق المكلف بالحجيج التائهين وفريق المؤطرين. ويتكون الفريق الواحد من عنصرين أو ثلاثة يترأسهم احد المؤطرين من أصحاب الخبرة يقدمون له تقريرا يوميا عن وضعية الحجيج ويكونون ملزمين للحجيج في الفندق وفِي عرفة وفِي ايّام التشريق وذلك بتوزيع أرقام جوالاتهم على الحجيج حتى يتسنى لهم الاتصال بهم عند الحاجة. واجمع كل المستجوبين ان الغاية الوحيدة من حضورهم بهذا المكان المقدس نيل الاجر و الثواب فخدمة الحجيج غايتهم الاولى والاخيرة. وقالوا إنهم رغم ما ينتابهم من إرهاق شديد لا يتوانون عن إعادة التجربة فهذا العمل التطوعي في هذا الموسم المقدس يهبهم ارتياحا نفسيا وروحيا. و تضاعفت جهود هؤلاء المتطوعين وتكثفت لقاءاتهم بالحجيج استعدادا للتوجه اليوم الجمعة الثامن من ذي الحجة بعد صلاة الجمعة الى عرفات.
