أكد رئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر أن أول أيامه في قصر قرطاج كان يوما فارقا جدا على أكثر من صعيد. وقال الناصر في حوار أدلى به إلى موقع "ليدرز" الناطق بالفرنسية " لم يكن تحولي الى قصر قرطاج مبكرا صباح يوم السيت 27 جويلية الماضي أمرا هينا إذ كان عليّ لأول مرة في حياتي الجلوس بالجانب الآخر من المكتب الرئاسي في مقعد حكم منه بورقيبة وسي الباجي ". واضاف" كان ذلك اليوم ايضا موعد الجنازة المهيبة التي خصت بها الأمة الراحل العظيم ..أحاسيس مختلفة انتابتني وأنا اراقب تفاصيل موكب الجنازة واستقبل الملوك ورؤساء الدول والحكومات الذين حضروا لتقديم التعازي قبل مرافقة رئيسي وصديقي العزيز عليّ إلى مثواه الأخير …مشاعر فاض بها قلبي وانا اسلك طرقات العاصمة وراء موكب الجنازة وعيناي تتابعان طوابير التونسيين والتونسيات الذي جاؤوا لتوديع رئيسهم الراحل". ولم يخف الناصر تأثره لفقدان الباجي قائد السبسي مؤكدا أن "ذكرى سي الباجي في قصر قرطاج مازالت عالقة بذهنه وان وقعها في نفسه مازال كبيرا "مشددا على أنهما " تقاسما منذ 2011 ذكريات مشتركة في اطار من التفاهم التام وضيافة متبادلة وصداقة صادقة قائمة على علاقة وثيقة وقديمة واحترام متبادل وثقة تامة بينهما ". وتابع "ما يربط بيني وبين سي الباجي هو خيط رفيع في السلوك المشترك وموقف متشابه في تحليل الأحداث وهذا راجع لانتمائنا إلى مدرسة بورقيبة التي تؤمن بعلوية الدولة والاخلاص للوطن والقبول بالآخر والقدرة على الحوار والحرص على التجميع". أما عن الروح التي تحرك أداء مهامه الرئاسية فقد قال الرئيس المؤقت "لدى كثيرين مثلي شعور بأن السعي إلى السلطة طغى على إرادة خدمة المجموعة الوطنية وعلى مفهوم الدولة ..وفي غياب مفهوم عميق للدولة اصبحت السلطة في حد ذاتها هي الهدف النهائي في حين أنها تمثل اقوى وسيلة لتحقيق أهداف أسمى تشمل كل المواطنين".