منذ إيداع صاحب حزب “قلب تونس” والمترشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي السجن، شهر اوت الماضي، بتهمة التهرب الضريبي وتبييض الأموال، خصّصت قناة التي يملكها القروي، كلّ برامجها بلا استثناء للحديث عن القروي، بصفة مكثفة، جعلت الكثيرين من متابعي قناة يتهمونها بالاستثمار في المظلوميّة في الحملة الدعائية للقروي. وتُخصّص القناة الجزء الأكبر من برمجتها اليومية للحديث عن الزج بنبيل القروي في السجن،وبقدرة اتصالية عالية أخرجت القناة المترشح في ثوب الضحية التي تآمرت عليه كل القوى، بل أن صحفيي القناة لا يترددون بوصفه “بالمناضل”. ويرى مراقبون ان وجود القروي في السجن خدمه أفضل حتى من وجوده خارجه، اذ ارتفعت شعبية الرجل باستثماره بالمظلومية وتخصيص قناته للدعاية المجانية في خرق واضح لمبدا تكافئ الفرص بين جميع المترشحين، الأمر الذي جعل الكثيرين يطالبون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالتدخل العاجل، رغم أن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري سلطت الأسبوع الماضي خطية مالية قدرها 20ألف دينارعلى القناة التي رفضت الإلتزام وواصلت في نفس منهجها. وقال الباحث والمحلل سامي براهم في هذا السياق: البعض يعتبر أنّ حرمان المرشّح نزيل السّجن من التعبير من خلال المناظرة اعتداء على حقّه الانتخابي ، يبدو أنّ هؤلاء لا يشاهدون القناة التي على ملكه التي تنظّم له حملة انتخابية كربلائيّة على امتداد ساعات البثّ ليلا ونهارا في خرق صريح لمبدأ تساوي الحظوظ والفرص”. وأضاف “في هذا البلد يمكن أن ترتكب ما شئت من أفعال يجرّمها القانون ثمّ تنخرط في عمل خيريّ على طريقة “الشّاريتي” ثمّ تترشّح للانتخابات لتصبح ضحيّة وصاحب مظلوميّة طالما لم يصدر في شأنك حكم باتّ، وتضع البلد في أزمة سياسيّة وأخلاقيّة..” وختم براهم تدوينته بالقول ” على الإيزي أن تتحلّى بالشّجاعة وتكون على قدر المسؤوليّة الملقاة على عاتقها وتتخذ إجراء ينصف بقيّة المرشّحين ويساوي بينهم وبين مرشّح يستغلّ المال والإعلام بشكل غير متكافئ مع منافسيه وهذا أمر بيّن لكلّ المتابعين..” وتُخصص القناة ساعات يومياً لاستضافة سياسيين ومحللين من المعارضين لسياسة الحكومة للتهجم عليها ولمدح نبيل القروي في المقابل.