بعد سنوات من عملها، لا يذكر المهنيون او التونسيون أي نشاط للهايكا سوى العقوبات التي تسلطها على القنوات والإذاعات ومنح الرخص وسحبها لكن دون أن تساهم في ترشيد الإعلام ووضع أسس حقيقية من أجل إعلام سمعي بصري يساهم في الرقي المجتمعي. ويكاد يجمع الإعلاميون في تونس على الدور السلبي التي لعبته في تونس في الفترة الفارطة حيث اقتصرت فقط على تسليط العقوبات وهو ما جعل البعض يدعو إلى انهاء مهامها خاصة بعد انتهاء عهدتها. ودعا أمس الاثنين 14 أكتوبر، رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني إلى انهاء عمل الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري “الهايكا”. واعتبر الهاروني أن الهيئة في صيغتها الحالية لم تعد منسجمة مع المرحلة قائلا “يلزمنا نرجعو للبرلمان والدستور ونعملو هيئة منسجمة مع المرحلة القادمة في اطار احترام حرية الاعلام”. وشدّد الهاروني على أهمية دور الاعلام في الفترة القادمة وقال “دور الاعلام في المرحلة القادمة يجب يكون أفضل بكثير فهناك أصوات خدمت ضد الثورة واليوم الشعب فرحان وهي موش فرحانة وهذا يستوجب مراجعة”. وقال الإعلامي سفيان بن فرحان في تدخّله اليوم على موجات إذاعة “ماد أف أم” إنّ الهايكا لا تأثير لها في المشهد الإعلامي التونسي حيث اقتصر دورها على العقوبات. من جانبه، هاجم محمد بوغلاب “الهايكا” في كثير من الحالات كان آخرها في بداية سبتمبر الماضي حين اعتبر الهايكا تشتغل بعقلية المكّاسة وقال “أنا ما نحترمش مهنة المكّاسة آما ثمّة حاجة تُطبّق بعقليّة المكّاسة وهي خطايا الهايكا على القنوات. وهاجم بوغلاب أعضاء مجلس الهيئة برئاسة النوري اللجمي مشدّدا على أنهم ليسوا أمناء على قطاع الاعلام وقال “قدّاش عندهم من مقال؟ قداش عندهم من ساعة تلفزية؟ قدّاش عندهم من ساعة اذاعية؟ في اشارة إلى أن لا دراية ولا خبرة لهم في المجال”. وتابع مستنكرا “الهايكا اليوم تنتصب اليوم وتخطّي وتخدم خدمة مكّاس، آما أحنا يفترض أننا قاعدين نتعلّموا وعلى هذاكا ثمة تدرّج في العقوبات موش طول تدكّني في الحبس” مضيفا أنه من غير المعقول تسليط عقوبات على وسائل الاعلام بتلك الطريقة فالهدف هو التعديل وليس أنّك تخدم مكّاس. يذكر أنه لم يتم طيلة الأشهر الفارطة الاتفاق بين الحكومة من جهة والهايكا والنقابات المهنية من جهة أخرى، الاتفاق حول مشروع قانون هيئة الاتصال السمعي البصري الذي اقترحته الحكومة لتعويض المرسومين 115 و116.